144 - ( وعن جابر ) : - رضي الله عنه - ( قال : جاءت ملائكة ) ، أي : جماعة من الملائكة ( إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو نائم ) : الجملة حالية . قال السيد جمال الدين : هذا الحديث يحتمل أن يكون حكاية سمعها جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فحكاه ، وأن يكون إخبارا عما شاهد هو بنفسه وانكشف له . قال ميرك شاه : والاحتمال الأول متعين لما في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن حديث جابر أيضا قال : خرج علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما فقال : " إني رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي " إلخ . قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي بعد تخريجه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة بن سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد ، عن خالد بن يزيد المصري أحد الثقات ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15987سعيد بن أبي هلال ، عن جابر : هذا حديث مرسل ؛ nindex.php?page=showalam&ids=15987سعيد بن أبي هلال لم يدرك nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله . أشار البخاري في " صحيحه " إلى رواية nindex.php?page=showalam&ids=15987سعيد بن أبي هلال تعليقا ، وجاء من غير وجه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من إسناد أصح من هذا . قال : وفي الباب عن ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توسد فخذه فرقد ، وكان إذا نام نفخ ، فبينا أنا قاعد إذ أنا برجال عليهم ثياب بيض الله أعلم بما لهم من الجمال ، فجلست طائفة منهم عند رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - وطائفة منهم عند رجليه ، ثم ذكر نحو حديث جابر ثم قال : هذا صحيح اهـ . قال الشيخ ابن حجر العسقلاني : ووصف nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي لحديث nindex.php?page=showalam&ids=15987سعيد بن أبي هلال بأنه مرسل يريد أنه منقطع بين سعيد وجابر ، وقد اعتضد هذا المنقطع بحديث ربيعة الجرشي يعني الآتي في أول الفصل الثاني . قال : وهو عند الطبراني بسند جيد ، وحديث ابن مسعود أخرجه أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة أيضا وصححه ، والظاهر أنهما واقعتان والله أعلم اهـ كلام ميرك شاه رحمه الله تعالى . ( فقالوا ) ، أي : بعض الملائكة لبعض ( إن لصاحبكم ) ، أي : لمحمد ( هذا ) : إشارة إلى محمد ، والمخاطب بعض الملائكة ( مثلا ) : بفتحتين أي صفة كمال تبهر العقول ، إذ المثل هو الصفة العجيبة الشأن ( فاضربوا ) ، أي : بينوا واجعلوا ( له مثلا ) ، أي : تمثيلا وتصويرا للمعنى المعقول في صورة الأمر المحسوس ليكون أوقع تأثيرا في النفوس ( قال ) : بغير الفاء ( بعضهم : إنه نائم ) ، أي : فلا يسمع فلا يفيد ضرب المقال شيئا ( وقال بعضهم ) : وهم الأكملون لمعرفتهم به ما لم يعرفه [ ص: 226 ] الأولون ( إن العين نائمة والقلب ) : بالنصب وقيل : بالرفع ( يقظان ) : غير منصرف وقيل منصرف لمجيء فعلانة منه . قال زين العرب : يقظان منصرف لمجيء فعلانة ، لكنه قد صح في كثير من نسخ " المصابيح " على أنه غير منصرف يعني فلا يفوته شيء مما تقولون ، فإن المدار على المدارك الباطنية دون الحواس الظاهرية . قال الطيبي : هذه مناظرة جرت بينهم بيانا وتحقيقا لما أن النفوس القدسية لا يضعف إدراكها بضعف الحواس أي الحسية لاستراحة القوى البدنية ، بل ربما يقوى إدراكها عند ضعفها كما هو مشاهد عند أرباب الصوفية ( فقالوا : مثله كمثل رجل ) ، أي : عظيم كريم ( بنى دارا ) : يعني قصته كهذه القصة عن آخرها ، لا أن حاله كحال هذا الرجل فإنه في مقابلة الداعي لا الباني ، اللهم إلا أن يقدر مضاف ، ويقال : كمثل داعي رجل بنى دارا ( وجعل ) ، أي : الباني ( فيها ) ، أي : في الدار ( مأدبة ) : بضم الدال وتفتح ، طعام عام يدعى الناس إليه كالوليمة ، وقيل بالفتح مصدر ميمي بمعنى الأدب وهو الدعاء إلى طعام كالمعتبة . بمعنى العتبة فعلى هذا يتعين الضم ( وبعث داعيا ) : يدعو الناس إكراما لهم ( إليها ) ، أي : إلى ما يوصل إليها إيماء إلى قوله تعالى : ( ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان ) ( فمن أجاب الداعي ) ، أي : قبل دعاءه ( دخل الدار وأكل من المأدبة ) : على وجه الإكرام وتمام الإنعام ( ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة ) : بل طرد من الباب وحرم من الثواب واستحق العقاب ( فقالوا ) ، أي : فقال بعض الملائكة لبعض ( أولوها له ) ، أي : فسروا الحكاية التمثيلية لمحمد - صلى الله عليه وسلم - من أول تأويلا إذا فسر . بما يئول إليه الشيء ( يفقهها ) : بالجزم جواب الأمر أي يفهمها ثم يفهمها ( قال بعضهم ) : باعتبار ما في ظنه ( إنه نائم ) : فهو غير فاهم ( وقال بعضهم إن العين ) ، أي : عينه ( نائمة والقلب ) ، أي : قلبه ( يقظان ) : فيدرك البيان وكرروا هذا لينبه السامعون إلى هذه المنقبة العظيمة ، وهي نوم العين ويقظة القلب ( فقالوا : الدار ) : أي مثلها ( الجنة ) ، أي : نفسها فإنها دار المتقين كما في القرآن المبين ، والمأدبة نعيمها وترك بيانها لظهورها ، وقيل : لاشتمال الجنة عليها لأنها دار المأدبة ( والداعي محمد ) : قال تعالى في حقه : ( وداعيا إلى الله بإذنه ) ( فمن أطاع ) : الفاء للسببية ، أي : لما كان هو الداعي فمن أطاع ( محمدا فقد أطاع الله ) . قال الطيبي : روعي في التأويل حسن أدب حيث لم يصرح بالمشبه بالرجل ، لكن لمح إليه في قوله : فقد أطاع الله ( ومن عصى محمدا ) : أظهر الضمير مبالغة في تعظيمه وحمده قال ابن حجر : وبه يندفع وهم الرجوع إلى غيره ( فقد عصى الله ، ومحمد فرق بين الناس ) . روي مشددا على صيغة الفعل ومخففا على المصدر كذا قاله الطيبي ، وقال السيد جمال الدين : مصدر وصف به للمبالغة ، أي : فارق بين المؤمن والكافر والصالح والفاسق ، وقال ميرك شاه : كذا وقع عند أكثر رواة البخاري بسكون الراء والتنوين . ( رواه البخاري ) .