1558 - وعن
أبي موسى - رضي الله عنه - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10358797لا يصيب عبدا نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب ، وما يعفو الله عنه أكثر ، وقرأ : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير . رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي .
98 1558 - ( وعن
أبي موسى : أن النبي ) : وفي نسخة صحيحة : أن رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا يصيب عبدا ) : التنوين للتنكير . ( نكبة ) أي : محنة وأذى ، والتنوين للتقليل لا للجنس ، ليصح ترتب ما بعدها عليها بالفاء ، وهو . ( فما فوقها ) أي : في العظم . ( أو دونها ) : في المقدار ، وأما قول
ابن حجر : فما فوقها ) في العظم أو دونها في الحقارة ، ويصح عكسه فغير صحيح ، لأنه خلاف معروف اللغة والعرف ، وأما قوله : ونظيره قوله : (
مثلا ما بعوضة فما فوقها ممنوع ; لأن الآية ليس فيها إلا ذكر فوقها ، واختلفوا في معناه ، فالجمهور على أن المعنى فما فوقها في الكبر كالذباب والعنكبوت . وقال
أبو عبيدة : أي : فما دونها ، كما يقال :
[ ص: 1139 ] فلان جاهل ، فيقال : وفوق ذلك ، أي : وأجهل . قال
الإمام الرازي : وهو قول أكثر المحققين ، لكن مختار
الكشاف والبيضاوي : أن معناه ما زاد عليها في الجنة كالذباب ، أو في المعنى الذي جعلت فيه مثلا ، وهو الصغر والحقارة كجناحها . قال
البيضاوي : ونظيره في الاحتمالين ما روي : أن رجلا
بمنى خر على طنب فسطاط ، فقالت
عائشة - رضي الله عنها - : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10358798ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة ، ومحيت عنه بها خطيئة " . فإنه يحتمل ما تجاوز الشوكة في الألم كالخرور ، وما زاد عليها في القلة كمخبة ; لقوله - عليه الصلاة والسلام - : "
ما أصاب المؤمن من مكروه فهو لخطاياه حتى نخبة النملة " اهـ . وهي بفتح النون وسكون الخاء المعجمة بعدها موحدة أي : قرصتها ، والحديث الأول رواه
البخاري وغيره ، وأما الثاني فقال
العسقلاني : لم أجده . ( إلا بذنب ) أي : يصدر من العبد . ( وما يعفو الله ) : " ما " موصولة أي : الذي يغفره ويمحوه . ( عنه أكثر ) : مما يجازيه . قال
ميرك نقلا عن
زين العرب : أي :
لا تصيب العبد في الدنيا مصيبة إلا بسبب ذنب صدر منه ، تكون تلك المصيبة التي لحقته في الدنيا كفارة لذنبه ، والذي يعفو الله عنه من الذنوب من غيره أن يجازيه في الدنيا والآخرة أكثر وأحرى من ذلك ، فانظر إلى حسن لطف الله تعالى بعباده . ( وقرأ ) أي : النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قاله
ابن الملك . (
وما أصابكم ) : ما : شرطية أو موصولة متضمنة لمعنى الشرط . (
من مصيبة ) أي : من مرض ، وشدة ، وهلاك ، وتلف في أنفسكم وأموالكم ، وهذا يختص بالمذنبين ، وأما غيرهم فإنما تصيبهم لرفع درجاتهم . (
فبما كسبت أيديكم ) : الرواية بالفاء ، وقرأ
نافع وابن عامر بحذفها في الآية أي : بذنوب كسبتها أنفسكم ، فما موصولة أو موصوفة ، ويمكن أن تكون مصدرية أي : بكسبكم الآثام ، وانتساب الاكتساب إلى الأيدي ; لأن أكثر الأعمال تزاول بها ، والمعنى : ما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم . ( ويعفو ) أي : فضلا منه تعالى : ( عن كثير ) أي : كثير من الذنوب ، أو كثير من المذنبين وتكتب الألف بعد واو يعف ، مع أنه مفرد على الرسم القرآني . ( رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ) .