1605 - ( وعن جابر قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل موته بثلاثة أيام ) يفيد كمال ضبط الراوي وإحكام المروي . ( يقول : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10358906لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) أي : لا يموتن أحدكم في حال من الأحوال إلا في هذه الحالة ، وهي حسن الظن بالله ، بأن يغفر له ، فالنهي وإن كان في الظاهر عن الموت ، وليس إليه ذلك حتى ينتهي لكن في الحقيقة عن حالة ينقطع عندها الرجاء لسوء العمل كيلا يصادفه الموت عليها .
وفي الحديث حث على الأعمال الصالحة المقتضية لحسن الظن ، وفيه تنبيه على تأميل العفو ، وتحقيق الرجاء في روح الله في الحديث الصحيح : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10358907أنا عند ظن عبدي بي فلا يظن بي إلا خيرا " . وفي رواية : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10358908فليظن بي ما شاء " . قال النووي : قد تتبعت الأحاديث الصحيحة في الخوف والرجاء فوجدت أحاديث الرجاء أضعاف أحاديث الخوف مع ظهور الرجاء فيها قلت : لو لم يكن إلا حديث واحد وهو سبقت أو غلبت رحمتي على غضبي لكفى دليلا على ترجيح الرجاء ويعضده آية : ورحمتي وسعت كل شيء بل هو أمر مشاهد في عالم الوجود من غلبة آثار الرجاء على آثار الخوف ، واتفق الصوفية على أن العبادة على وجه الرجاء أفضل من الطاعة على طريق الخوف ، وأن الأول عبادة الأحرار ، والثاني طاعة العبيد ، ولذا قال - عليه الصلاة والسلام - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10358909أفلا أكون عبدا شكورا " . قال الطيبـي : أي : أحسنوا أعمالكم الآن حتى يحسن ظنكم بالله عند الموت ; فإن من ساء عمله قبل الموت يسوء ظنه عند الموت . قال الأشرف : الخوف والرجاء كالجناحين للسائر إلى الله - سبحانه وتعالى - لكن في الصحة ينبغي أن يغلب الخوف ليجتهد في الأعمال الصالحة ، وإذا جاء الموت وانقطع العمل ينبغي أن يغلب الرجاء وحسن الظن بالله ; لأن الوفادة حينئذ إلى ملك كريم رءوف . ( رواه مسلم ) .