1647 - ( وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( " إذا وضعت الجنازة ) " أي : بين يدي الرجال ، وهيئت ليحملوها . ( فاحتملها الرجال على أعناقهم ، فإن كانت صالحة قالت ) : " أي : بلسان الحال أو بلسان المقال . ( قدموني ) أي : أسرعوا بي إلى منزلي لما يرى في الجنة العالية من المراتب الغالية . في الأزهار : المراد من كلام الميت على السرير أما الحقيقة فإنه تعالى قادر وهو كإحيائه في القبر ليسأل ، بل قد أثبت صلى الله عليه وسلم السمع للميت قبل إتيان الملكين حيث قال : إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان ، أو المجاز باعتبار ما يؤول إليه بعد الإدخال والسؤال في القبر اهـ . والثاني : لا يظهر وجهه ، فالمعول هو الأول .
[ ص: 1193 ] وقد أخرج أحمد ، والطبراني ، nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا ، والمروزي ، وابن منده ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10359025إن الميت يعرف من يغسله ، ومن يحمله ، ومن يكفنه ، ومن يدليه في حفرته " اهـ . وتجويزنا أن يكون هذا المقال بلسان الحال لا ينافي معرفته وقدرته على لسان المقال ، والله أعلم بالحال . ( وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها ) أي : لأقاربها أو لمن يحملها . ( يا ويلها ) أي : ويل الجنازة . قال الطيبي : أي : يا ويلي ، وهلاكي احضر ، فهذا أوانك ، فعدل عن حكاية قول الجنازة إلى ضمير الغائب حملا على المعنى كراهية إضافة الويل إلى نفسه . ( أين تذهبون بها ؟ يسمع صوتها ) : ووقع في أصل ابن حجر : يستمع من باب الافتعال ، وهو مخالف للرواية والدراية ، فقال : الظاهر أنه بمعنى يسمع . ( كل شيء ) أي : حتى الجماد ، وهو صريح في أن القول حقيقي إلا أن يحمل السماع على الفهم ، فيكون كقوله تعالى : ولكن لا تفقهون تسبيحهم . ( إلا الإنسان ) : بالنصب على الاستثناء . ( ولو سمع الإنسان ) أي : حقيقة السماع . ( لصعق ) أي : لمات أو غشي عليه ، ففيه بيان حكمة عدم سماع الإنسان من أنه يختل نظام العالم ، ويكون الإيمان شهوديا لا غيبيا ، ولذا قيل : لولا الحمقى لخربت الدنيا ، وقيل : الغفلة مانعة من الرحلة . ( رواه البخاري ) .