صفحة جزء
[ ص: 1204 ] 1666 - وعن جابر بن سمرة قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلم بفرس معرور فركبه حين انصرف من جنازة ابن الدحداح ، ونحن نمشي حوله . رواه مسلم .


1666 - ( وعن جابر بن سمرة قال : أتي ) بصيغة المجهول . ( النبي صلى الله عليه وسلم بفرس معرور ) أي : عار من السرج ونحوه . قال الطيبي : اعرورى الفرس أي : ركبه عريانا ، فالفارس معرور والفرس معرورى ، هذا هو القياس لكن الرواية صحت بالكسر ، وفي مختصر النهاية فرس معروري على المفعول لا سرج عليه ولا غيره ، اعرورى الفرس واعروريته ركبته عريانا لازم ومتعد اهـ . ويمكن أن يكون التقدير : وهو أي : الآتي بالفرس معرور . قال النووي : وهو بفتح الراء منونا ، وأما قول ابن حجر : وبه يرد قول بعضهم الرواية بالكسر والقياس الفتح ، فمردود ، ووجهه لا يخفى على طبع معقول ، وذوق مقبول . ( فركبه ) أي : النبي صلى الله عليه وسلم . ( حين انصرف من جنازة ابن الدحداح ) بفتح الدال ، وكونه ابن الدحداح كذا هو عن أبي داود والترمذي من طرق عن شعبة ، وعن عبد بن حميد وأحمد : أن الدحداح ، وفي أخرى : أم الدحداح ، وأبو الدحداح هذا لم يعرف له اسم ولا نسب ، غير أنه حليف الأنصار ، ويشكل على رواية أبي الدحداح ما أخرجه أبو نعيم : أنه عاش في زمن معاوية ، نعم ثابت بن الدحداح مات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يكنى أبا الدحداح ، لكن قال في الإصابة : الحق أنه غير هذا .

قال ابن الملك : يدل على جواز الركوب عند الانصراف من الجنازة ، وفيه أنه يجوز ركوبه عليه الصلاة والسلام لعذر لكن سيأتي دليل قولي على الجواز مطلقا ، وقال العلماء : لا يكره الركوب في الرجوع من الجنازة اتفاقا لانقضاء العبادة . ( ونحن نمشي حوله ) أي : بعضنا قدامه ، وبعضنا وراءه ، وبعضنا يمينه وبعضنا شماله . ( رواه مسلم ) قال ميرك : ورواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي بمعناه .

التالي السابق


الخدمات العلمية