صفحة جزء
1906 - وعن أبي برزة قال : قلت : يا نبي الله علمني شيئا أنتفع به ، قال : اعزل الأذى عن طريق المسلمين " رواه مسلم ، وسنذكر حديث عدي بن حاتم اتقوا النار في باب علامات النبوة ، إن شاء الله - تعالى - .


1906 - ( وعن أبي برزة قال : قلت : يا نبي الله علمني شيئا أنتفع به ) روي مجزوما جوابا للأمر ومرفوعا صفة لشيء أي : أنتفع بعمله ( قال : " اعزل الأذى عن طريق المسلمين " ) قيل : هو من كبار الصحابة فنبه بأدنى شعب الإيمان على أعلاها أي : لا تترك بابا من الخير ، قلت : هو في المعنى كحديث " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " وكحديث " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " ، ولذا قيل : أي : أذى نفسك أو الأذى هو هوى النفس فإنها معدنه ومنبعه ، قال بعضهم : وجودك ذنب لا يقاس به ذنب ، وفيه إيماء إلى أن الاحتماء أولى من استعمال الدواء ، والتخلية مقدمة على التحلية ، بل مقدمة للتحلية ( رواه مسلم ، وسنذكر حديث عدي بن حاتم - رضي الله عنه - اتقوا النار ) تمامه ولو بشق تمرة أي : بنصفها ، والمعنى ادفعوها عن أنفسكم بالخيرات ولو كان الاتقاء بتصدق بعض تمرة يعني لا تستقلوا شيئا من الصدقة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة أي : يطيب بها قلب المسلم أو بكلمة من كلمات الأذكار فإنها بمنزلة صدقة الفقير ( في باب علامات النبوة إن شاء الله - تعالى - ) أي : في ضمن حديث طويل لعدي مذكور في الباب لكن لفظه فمن لم يجد فبكلمة طيبة ، وكان صاحب المصابيح أتى ببعض الحديث أو بحديث مستقل هنا مناسبة لهذا الباب فعده المؤلف من باب التكرار فأسقطه واكتفى بذكره في ذلك الباب والله أعلم بالصواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية