1971 - ( وعن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إنا " ) أي معاشر العرب " أمة " أي جماعة " أمية " قيل : الأمي منسوب إلى أمة العرب فإنهم غالبا كانوا لا يكتبون ولا يقرءون ، وإطلاق الأمن من قبل نبيهم - صلى الله عليه وسلم - والقرآن الذي بعث فيه ثم صار الآخر تبعا للأول في النسبة والحكم ، أو منسوب إلى الأم لأنه باق على الحال التي ولدته أمه ولم يعلم قراءة ولا كتابة ، وقيل : منسوب إلى أم القرى وهي مكة أي إنا أمة مكية " لا نكتب ولا نحسب " بضم السين ، وهذا الحكم بالنظر لأكثرهم ، أو المراد : لا نحسن الكتابة والحساب ، وأغرب ابن حجر حيث قال : أي منسوبون إلى الأم لبقائهم على الحالة التي ولدتهم عليها من عدم إحسان الكتابة والحساب ، ووجه الغرابة أن الحالة هي عدم الكتابة لا عدم إحسانها ، قال ابن الملك : أي لا نعرف الكتابة وحساب النجوم حتى نعتمد على علم النجوم وسير القمر ونعرف الشهر بذلك اهـ وفيه شائبة من الجواز بالعمل بالنجوم ، وهو مردود كما صرح به نفسه سابقا ، قال الطيبي " إنا " كناية عن جيل العرب ، وقوله لا نكتب ولا نحسب بيان لقوله أمية ، وهذا البيان ثم الإشارة باليد ثم القول باللسان ينهيك على أن الاستقصاء في معرفة الشهر لا إلى الكتاب والحساب كما عليه أهل النجاسة اهـ . فالمعنى أن العمل على ما يعتاده المنجمون ليس من هدينا وسنتنا ، بل علمنا يتعلق برؤية الهلال فإنا نراه مرة تسعا وعشرين ومرة ثلاثين كما قال " الشهر " مبتدأ " هكذا " مشارا بها إلى نشر الأصابع العشر " وهكذا " ثانيا " وهكذا " ثالثا خبره بالربط بعد العطف " وعقد الإبهام " أي أحد الإبهامين أو التقدير من إحدى اليدين أو إبهام اليمين ، على أن اللام عوض عن المضاف إليه ، وهو الأظهر " وفي الثالثة " أي في المرة الثالثة من فعله هكذا فصار الجملة تسعة وعشرين " ثم قال : الشهر " أي تارة أخرى " هكذا وهكذا وهكذا " قال الطيبي : أي عقد الإبهام في المرة الأولى وفي الثالثة ليكون العدد تسعا وعشرين ، ولم يعقد الإبهام في المرة الثانية ليكون العدد ثلاثين ، وإليه أشار بقوله " يعني تمام الثلاثين " ثم زاد الراوي البيان فقال ( يعني مرة تسعا وعشرين ومرة ثلاثين ) اهـ ، وفيه إيهام أن ( يعني ) الأول ليس من كلام الراوي ، وليس كذلك بل هو تفسير منه لفعله - صلى الله عليه وسلم - هكذا وهكذا وهكذا في المرة الأخيرة ، فالتقدير : قال الراوي : يعني أي يريد النبي - صلى الله عليه وسلم - بكونه هنا لم يعقد الإبهام في الثالثة تمام الثلاثين ، ثم زاد البيان فبين الكيفية في المرتين جميعا ، فالتقدير : قال الراوي أيضا : زيادة في الإيضاح تأسيا به - صلى الله عليه وسلم - يعني أي يريد - صلى الله عليه وسلم - بمجموع ما ذكره أن الشهر يكون مرة تسعا وعشرين ومرة ثلاثين ، قال ابن حجر : وإنما بالغ في البيان بما ذكره مع الإشارة المذكورة ليبطل الرجوع إلى ما عليه الحساب المنجمون ، وبه يبطل ما مر عن ابن سريج ومن وافقه ، ثم قال أكثر أئمتنا : المنجم ، وهو من يرى أن أول الشهر طلوع النجم الفلاني ، والمراد بقوله - تعالى - وبالنجم هم يهتدون الاهتداء في نحو أدلة القبلة في السفر ، ولا بحساب الحاسب ، وهو من يعرف منازل القمر وتقدير مسيره ، لكن لكل منهما أن يعمل بمعرفة نفسه ، ثم اختلفوا في أن ذلك هل يجزئه فلا يلزمه قضاء أو لا فيلزمه ، والذي عليه الأكثرون الأول اهـ ، فتأمل فإنه موضع زلل ، ولعله مقيد بأول رمضان ، ثم إنه أراد بهما أنه بحسب ما يرى الهلال لا على الترتيب والتعاقب في ذلك ، فإن النووي nindex.php?page=showalam&ids=13332وابن عبد البر صرحا بأن الشهر قد ينقص أربعة أشهر متوالية لا خمسة ، قال ابن حجر : وكأنهما اعتمدا في ذلك على الاستقراء ، ومع ذلك ، الظاهر أنه لو وقع خلاف ذلك عمل به ( متفق عليه ) قال ميرك : وفيه تأمل ، فإن قوله : الشهر هكذا وهكذا إلى قوله " ومرة ثلاثين " لفظ مسلم ، ولفظ البخاري " الشهر هكذا وهكذا " يعني مرة تسعا وعشرين ومرة ثلاثين ، قال الشيخ ابن حجر : هكذا ذكره آدم شيخ البخاري مختصرا .
وفيه اختصار عما رواه غندر عن شعبة أخرجه مسلم عن ابن المثنى وغيره عن غندر ، ثم ذكر اللفظ المذكور عن مسلم ، والله أعلم ، وفى الحديث إيماء إلى أنه - صلى الله عليه وسلم - كما أدى ما وجب بتبليغه بالعبارة أداه أيضا بالإشارة ، واستفيد منه أن إيماء الأخرس بعرف النكاح وطلاقه ونحوهما كاللسان في معرض البيان .