صفحة جزء
2085 - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ، ليلة القدر : في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى ) . رواه البخاري .


2085 - ( وعن ابن عباس ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ، ليلة القدر ) : قال الطيبي : الضمير المنصوب مبهم يفسره قوله : ( ليلة القدر ) . كقوله - تعالى - فسواهن سبع سماوات وليس في نسخ المصابيح هذا الضمير ، أما قول ابن حجر : وحذفها في نسخة المصابيح من تحريف الناسخ ، فمحل بحث ، إذ يحتمل أن يكون رواية ، لأنه لو كان تحريفا لما اتفق عليه النسخ ، ومحيي السنة عظيم المرتبة ، فالأنسب نسبة القصور في عدم الاطلاع إلينا ، ففي الجامع الصغير : التمسوا ليلة القدر في أربع وعشرين ، رواه محمد بن نصر في الصلاة ، عن ابن عباس ، وروى الطبراني عن معاوية بلفظ : التمسوا ليلة القدر لسبع وعشرين ، وروى نصر عنه : التمسوا ليلة القدر آخر ليلة من رمضان ، فهذه الروايات كلها بدون الضمير على أن الجمهور جوزوا النقل بالمعنى إذا لم يكن مخلا بالمعنى . ( في تاسعة ) : بدل من قوله في العشر الأواخر ( تبقى ) : صفة لما قبله من العدد أي : يرجى بقاؤها ( وسابعة تبقى ، في خامسة تبقى ) : الظاهر أنه أراد التاسعة والعشرين ، والسابعة والعشرين ، والخامسة والعشرين .

وقال الطيبي - رحمه الله - : قوله : في تاسعة تبقى الليلة الثانية والعشرون ، تاسعة من الأعداد الباقية ، والرابعة والعشرون سابعة منها ، والسادسة والعشرون خامسة منها . وقال الزركشي : تبقى الأولى هي ليلة إحدى وعشرين ، والثانية ليلة ثلاث وعشرين ، والثالثة ليلة خمس وعشرين ، هكذا قاله مالك . وقال بعضهم : إنما يصح معناه ، ويوافق ليلة القدر وترا من الليالي إذا كان الشهر ناقصا ، فإن كان كاملا ، فلا يكون إلا في شفع ، فتكون التاسعة البقية ليلة اثنين وعشرين ، والخامسة الباقية ليلة ست وعشرين ، والسابعة الباقية ليلة أربع وعشرين ، على ما ذكره البخاري بعد عن ابن عباس ، ولا يصادف واحد منهن وترا ، وهذا على طريقة العرب في التاريخ إذا جاوزوا نصف الشهر ، فإنما يؤرخون بالباقي منه لا بالماضي . ( رواه البخاري ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية