202 - وعن أبي مسعود - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10355976لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها " . متفق عليه .
202 - ( وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ( لا حسد ) : وهو تمني زوال نعمة أحد وانتقالها إليه كذا قيل ، والحق أنه أعم وهو مذموم إذا عمل بمقتضاه من تصميم أو قول أو فعل ، ولذا قال تعالى : ومن شر حاسد إذا حسد واستثنوا من ذلك إذا كانت النعمة لكافر أو فاسق يستعين بها على معاصي الله ، والمراد هنا الغبطة وهي تمني حصول مثلها له ، وأطلق الحسد عليها مجازا .
وقال الطيبي أي لا رخصة فيه ، والظاهر أن معناه لو جاز الحسد لما جاز إلا فيما ذكر ، وأما ما قيل من أنه يؤخذ من الحديث إباحة نوع من الحسد لتضمنه المنفعة في الدين فغير صحيح ( إلا في اثنتين ) أي : في نفيسين أو خصلتين ، وروي بالتذكير أي في شأن اثنين ( رجل ) : روي مجرورا على البدل وهو أوثق الروايات ، وروي مرفوعا مبتدأ . وقال الطيبي : روي : لا حسد إلا في اثنين فيكون " رجل " بدلا منه ، وروي في اثنتين أي خصلتين اثنتين ، فلا بد من تقدير مضاف ليستقيم المعنى ، فإذا روي في اثنين يقدر في شأن اثنتين ، وإذا روي اثنتين ، يقدر خصلة رجل ( آتاه الله ) : بالمد أي أعطاه ( مالا ) أي : مالا كثيرا أو نوعا من المال ، ولا بد أن يكون حلالا " ( فسلطه ) " أي : وكله الله ووفقه ( على هلكته ) " : بفتحتين أي : إنفاقه وإهلاكه ، وعبر بذلك ليدل على أنه لا يبقي منه شيئا وكمله بقوله : ( في الحق ) : ليزيل الإسراف المذموم والرياء الملوم ، ولا سرف في الخير [ ص: 285 ] كما لا خير في السرف ( ورجل ) : بالوجهين للعطف ( آتاه الله الحكمة ) : وهي إصابة الحق بالعلم والعمل أو علم أحكام الدين . قال الكرماني : عرف الحكمة لأن المراد بها معرفة الأشياء التي جاءت بها الشريعة ، وأراد التعريف بلام العهد ( فهو يقضي ) أي : يعمل ويحكم ( بها ) " أي : بالحكمة التي أوتيها ( ويعلمها ) . أي غيره ( متفق عليه ) .