2120 - ( وعن أبي أمامة قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : اقرءوا القرآن ) أي اغتنموا قراءته وداوموا على تلاوته ( فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا ) ، أي مشفعا ( لأصحابه ) ، أي القائمين بآدابه ( اقرءوا ) ، أي على الخصوص ( الزهراوين ) تثنية الزهراء تأنيث الأزهر وهو المضيء الشديد الضوء ، أي المنيرتين لنورهما وهدايتهما وعظم أجرهما فكأنهما بالنسبة إلى ماعداهما عند الله مكان القمرين من سائر الكواكب ، وقيل : لاشتهارهما شبهتا بالقمرين ( البقرة وسورة آل عمران ) بالنصب على البدلية أو بتقدير أعني ويجوز رفعها ، وسميتا زهراوين لكثرة أنوار الأحكام الشرعية والأسماء الحسنى العلية ، وذكر السورة في الثانية دون الأولى لبيان جواز كل منهما ( فإنهما ) ، أي ثوابهما الذي استحقه التالي العامل بهما أو هما يتصوران ويتجسدان ويتشكلان ( تأتيان ) ، أي تحضران ( يوم القيامة كأنهما غمامتان ) ، أي سحابتان تظلان صاحبهما عن حر الموقف ، قيل : هي ما يغم الضوء ويمحوه لشدة كثافته ( أو غيايتان ) وهي بالياءين ما يكون أدون منهما في الكثافة وأقرب إلى رأس صاحبهما كما يفعل بالملوك فيحصل عنده الظل والضوء جميعا ( أو فرقان ) بكسر الفاء ، أي طائفتان ( من طير ) جمع طائر ( صواف ) جمع صافة وهي الجماعة الواقفة على الصف أو الباسطات أجنحتها متصلا بعضها ببعض ، وهذا أبين من الأولين إذ لا نظير له في الدنيا إلا ما وقع لسليمان - عليه الصلاة والسلام - و ( أو ) يحتمل الشك من الراوي والتخيير في تشبيه هاتين السورتين ، والأولى أن يكون لتقسيم التالين لأن أو من قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا من تردد من الرواة لاتساق الرواة عليه على منوال واحد ، قال الطيبي : أو للتنويع فالأول لمن يقرأهما ولا يفهم معناهما والثاني لمن يجمع بينهما والثالث لمن ضم إليهما تعليم الغير ( تحاجان ) أي السورتان تدافعان الجحيم والزبانية أو تجادلان وتخصمان الرب أو الخصم ( عن أصحابهما ) وهو كناية عن المبالغة في [ ص: 1461 ] الشفاعة ( اقرءوا سورة البقرة ) قال الطيبي : تخصيص بعد تخصيص بعد تعميم أمر أولا بقراءة القرآن وعلق بها الشفاعة ، ثم خص الزهراوين وأناط بهما التخلص من حر يوم القيامة بالمحاجة ، وأفرد ثالثا البقرة وأناط بها أمورا ثلاثة حيث قال ( فإن أخذها ) ، أي المواظبة على تلاوتها والتدبر في معانيها والعمل بما فيها ( بركة ) ، أي منفعة عظيمة ( وتركها ) بالنصب ويجوز الرفع ، أي تركها وأمثالها ( حسرة ) ، أي ندامة يوم القيامة ، كما ورد : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10360119ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله فيها " ( ولا يستطيعها ) بالتأنيث والتذكير ، أي لا يقدر على تحصيلها ( البطلة ) ، أي أصحاب البطالة والكسالة لطولها ، وقيل : أي السحرة لأن ما يأتون به باطل ، سماهم باسم فعلهم الباطل ، أي لا يؤهلون لذلك أو لا يوفقون له ، ويمكن أن يقال : معناه لا تقدر على إبطالها أو على صاحبها السحرة لقوله - تعالى - فيها وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله الآية ( رواه مسلم ) .