2124 - ( وعن ابن عباس قال : بينما جبريل - عليه الصلاة والسلام - قاعدا ) وفي نسخة بالرفع وهو الظاهر وهو كذلك في أصل الحصن ولعل نصبه على تقدير كان ( عند النبي صلى الله عليه وسلم ) قال ابن الملك تبعا للطيبي : أي بين أوقات وحالات هو عنده - صلى الله عليه وسلم - وقال ميرك : بينا وبينما وبين معناها الوسط ، وبين ظرف إما للمكان كقولك : جلست بين القوم وبين الدار ، أو للزمان كما هنا ، أي الزمان الذي كان جبريل قاعدا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ( سمع ) وفي نسخة : إذ سمع ، أي جبريل ( نقيضا ) ، أي صوتا شديدا كصوت نقض خشب البناء عند كسره ، وقيل : صوتا مثل صوت الباب ( من فوقه ) ، أي مع جهة السماء أو من قبل رأسه ( فرفع ) ، أي جبريل ( رأسه فقال ) ، أي جبريل ، قال الطيبي : الضمائر الثلاثة في جمع ورفع وقال راجعة إلى جبريل لأنه أكثر إطلاعا على أحوال السماء ، وقيل : للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقيل : إلا ولأن راجعان للنبي - صلى الله عليه وسلم - والضمير في قال لجبريل - عليه الصلاة والسلام - لأنه حضر عنده للإخبار عن أمر غريب ووقف عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ابن حجر : هو المختار واختاره غير واحد ( هذا ) ، أي هذا الصوت ( باب ) ، أي صوت باب ( من السماء ) ، أي من سماء الدنيا ( فتح اليوم ) ، أي الآن ( لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك ) هذا من قول الراوي في حكايته لحال سمعه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو بلغه منه ( فقال ) ، أي جبريل أو النبي - صلى الله عليه وسلم - ( هذا ) ، أي النازل ( ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم ) ، أي الملك ( على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال ) وفي نسخة صحيحة : وقال ، أي الملك ( أبشر ) بفتح الهمزة وكسر الشين أي افرح ( بنورين ) سماهما نورين لأن كل واحدة منهما نور يسعى بين يدي صاحبهما أو لأنهما يرشدان إلى الصراط المستقيم بالتأمل فيه والتفكر في معانيه ، أي بما في آيتين منورتين ( أوتيتهما لم يؤتهما ) بصيغة المجهول ، أي يعطهما ( نبي قبلك فاتحة الكتاب ) بالجر وجوز الوجهان الآخران ( وخواتيم سورة البقرة ) قال ميرك : كذا وقع في جميع النسخ الحاضرة المقرأة عند الشيخ ، وكذا في أصل مسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي والحاكم ، وفي نسخة : وآخر سورة البقرة اهـ والمراد " آمن الرسول " كذا قيل وتبعه ابن حجر ، والأظهر بصيغة الجمع أن يكون من قوله " لله ما في السماوات وما في الأرض " ثم رأيت ابن حجر قال : فما لم تنزل على أحد من الأنبياء آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة ، وأول تلك الخواتيم آمن الرسول وروي عن كعب أولها " لله ما في السماوات " ( لن تقرأ ) الخطاب له - عليه الصلاة والسلام - والمراد هو وأمته إذ الأصل مشاركتهم له في كل ما أنزل عليه إلا ما اختص به ( بحرف منهما ) ، أي بكل حرف من الفاتحة والخواتيم ، قال التوربشتي : الباء زائدة يقال : أخذت بزمام الناقة وأخذت زمامها ، ويجوز أن [ ص: 1465 ] يكون لإلصاق القراءة به وأراد بالحرف الطرف منها فإن حرف الشيء طرفه وكنى به عن جملة مستقلة وقوله ( إلا أعطيته ) حال والمستثنى منه مقدر ، أي مستعينا بهما على قضاء ما يسخ من الحوائج إلا أعطيته ، أي أعطيت ما اشتملت عليه تلك الجملة من المسألة كقوله " اهدنا الصراط المستقيم " كقوله " غفرانك ربنا " ونظائر ذلك في غير المسألة فيما هو حمد وثناء أعطيت ثوابه ، قال ميرك : ويمكن أن يراد بالحرف حرف التهجي ومعنى قوله أعطيته حينئذ أعطيت ما تسأل من حوائجك الدنيوية والأخروية ( رواه مسلم ) ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي والحاكم وقال : صحيح ، قال ابن حجر : والظاهر أن مستند ابن عباس في حكاية ذلك التوقيف منه - عليه الصلاة والسلام - وحذفه الإسناد لوضوحه ، ويحتمل أن الله كشف الحال وتمثل له جبريل حتى رآه ورفع الرأس فرأى الملك النازل من السماء كما تمثل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسمع ذلك النقيض والقول اهـ ولا يخفى بعد الثاني .