2136 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد ) الخدري ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الرب - تبارك وتعالى - من شغله القرآن ) ، أي حفظه وعلم مبانيه وتدبر معانيه والعمل بما فيه ( عن ذكري ومسألتي أعطيته ) ، أي بسبب ذلك ( أفضل ما أعطي السائلين ) بصيغة المتكلم ، قيل : شغل القرآن القيام بمواجبه وحقوقه ، ومسألتي عطف تفسيري ، أي لا يظن المشغول به أنه إذا لم يسأل لم يعط حوائجه على أكمل العطاء ، فإنه من كان لله كان الله له .
[ ص: 1471 ] وعن الشيخ العارف أبي عبد الله بن خفيف - قدس الله سره - شغل القرآن القيام بموجباته من إقامة فرائضه والاجتناب عن محارمه ، فإن الرجل إذا أطاع الله ذكره وإن قلت صلاته وصومه ، وإذا عصاه فقد نسيه وإن كثرت صلاته وصومه ، وقيل : أريد بالذكر والمسألة اللذان ليسا في القرآن كالدعوات بقرينة قوله ( وفضل كلام الله ) ، أي الدال على الكلام النفسي فشرفه باعتبار مدلوله ( على سائر الكلام كفضل الله على خلقه ) ، أي وكذلك فضل الاشتغال والمشتغل به على غيره ، وكان وجه الاستغناء عن ذكر الذاكرين بذكر السائلين أنهم من جملتهم من حيث إنهم سائرين بالفعل أو القوة إذ لسان حال كل مخلوق ناطق بالافتقار إلى نعم الحق وإمداده بعد إيجاده ، ثم هذا الفضل من حيث هو إلا فمحله ما لم يشرع غيره من الأذكار والأدعية المأثورة ، وفي الحديث إيماء إلى قدم القرآن كما هو مذهب المفسرين والمحدثين ردا على المحدثين ، قال ميرك : يحتمل أن تكون هذه الجملة من تتمة قول الله - عز وجل - فحينئذ فيه التفات كما لا يخفى ، ويحتمل أن تكون من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا أظهر لئلا يحتاج إلى ارتكاب الالتفات ، ونقل عن البخاري أنه قال : هذا من كلام nindex.php?page=showalam&ids=44أبى سعيد الخدري أدرجه في الحديث ولم يثبت رفعه ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي والدارمي والبيهقي في شعب الإيمان ) قال العسقلاني : رجاله ثقات إلا عطية العوفي ففيه ضعف ( وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : هذا حديث حسن غريب ) قال ميرك : ولفظ الدارمي " nindex.php?page=hadith&LINKID=2004267من شغله ذكري عن مسائلي " اهـ فيكون المراد من ذكري المعنى الأعم أو الأخص وهو الأظهر الأنسب للجمع المستفاد من الإضافة التشريفية الموافقة لقوله - تعالى - ( وهذا ذكر مبارك أنزلناه ) .