صفحة جزء
2154 - وعن ابن عباس قال : ضرب بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر ، فإذا فيه إنسان يقرأ تبارك الذي بيده الملك حتى ختمها ، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب الله " رواه الترمذي وقال : هذا حديث غريب .


2154 - ( وعن ابن عباس قال : ضرب بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - خباءه ) بكسر الخاء المعجمة والمد وبعده ضمير ، أي خيمته ، وفى نسخة : خبأة على التنكير ، قال الطيبي : الخباء أحد بيوت العرب من وبر أو صوف ولا يكون من شعر ويكون على عمودين أو ثلاثة ، أي خيمة صغيرة ( على قبر ) ، أي على موضع قبر ( وهو ) ، أي الصحابي ( لا يحسب ) بفتح السين أو كسرها ، أي لا يظن ( أنه قبر ) ، أي أن ذلك المكان موضع قبر ( فإذا ) للمفاجأة ( فيه ) ، أي في ذلك المكان ( إنسان ) ، أي مدفون سمعه في النوم أو اليقظة وهو الأظهر ، ويحتمل أنه معين وأنه مبهم ( يقرأ سورة تبارك الذي بيده الملك حتى ختمها ) قيل : يحتمل أن يكون الإنسان هو الرجل المذكور في الحديث السابق ، فإن تقدم هذا على ذلك كان إخبارا عن الماضي وإلا كان إخبارا بالغيب ، ذكره الطيبي وفيه نظر ، قال ابن الملك : فيه دليل على أن بعض الأموات يصدر منه ما يصدر عن الأحياء ( فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ) ، أي صاحب الخيمة ( فأخبره ) ، أي بما سمعه ( فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : هي ) ، أي سورة الملك ( المانعة ) ، أي تمنع من عذاب القبر أو من المعاصي التي توجب عذاب القبر أو المانعة لقارئها عن أن يناله مكروه في الموقف منعا كاملا ( هي المنجية تنجيه من عذاب الله ) ، أي من عذاب النار أو الثانية مؤكدة للأولى والعذاب مطلق أو مقيد بالقبر ويدل عليه رواية : هي المانعة هي المنجية من عذاب القبر ، أو الثانية مفسرة ومن ثمة عقبه بقوله " تنجيه " ثم الجملتان مبينتان للشفاعة في الحديث السابق ( رواه الترمذي وقال : هذا حديث غريب )

[ ص: 1482 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية