صفحة جزء
206 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما ; اتخذ الناس رءوسا جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا " . متفق عليه .


206 - ( وعن عبد الله بن عمرو ) : أي : ابن العاص ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يقبض العلم " : المراد به علم الكتاب والسنة وما يتعلق بها ( انتزاعا ) : مفعول مطلق على معنى يقبض نحو : رجع القهقرى ، وقوله ( ينتزعه من العباد ) : صفة مبينة للنوع كذا قاله السيد جمال الدين وقال ابن الملك : انتزاعا مفعول للفعل الذي بعده ، والجملة حالية يعني لا يقبض العلم من العباد بأن يرفعه من بينهم إلى السماء ( ولكن يقبض العلم ) أي : يرفعه ( بقبض العلماء ) أي : بموتهم ورفع أرواحهم ( حتى ) : هي التي تدخل على الجملة وهي هنا الشرط والجزاء يعني ( إذا لم يبق ) : أي : الله ( عالما ) : بقبض روحه من الإبقاء ، وفي نسخة : حتى إذا لم يبق بفتح الياء والقاف ، وعالم بالرفع ويؤيد الأول رواية مسلم : حتى إذا لم يترك عالما ( اتخذ الناس رءوسا ) أي خليفة وقاضيا ومفتيا وإماما وشيخا " ( جهالا ) : جمع جاهل أي جهلة بما يناسب منصبه . قال الشيخ محيي الدين النووي : ضبطناه في البخاري رءوسا بضم الهمزة والتنوين جمع رأس ، وضبطوه في مسلم هنا بوجهين أحدهما هذا والثاني رؤساء جمع رئيس ، وكلاهما صحيح والأول أشهر ( فسئلوا فأفتوا ) أي : أجابوا وحكموا ( بغير علم فضلوا ) أي : صاروا ضالين ( وأضلوا ) أي مضلين لغيرهم فيعم الجهل العالم ( متفق عليه ) . ورواه أحمد ، والترمذي ، وابن ماجه .

التالي السابق


الخدمات العلمية