2223 - عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " nindex.php?page=hadith&LINKID=10360287لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي إلى يوم القامة فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا " ( رواه مسلم ، وللبخاري أقصر منه ) . .
جمع الدعوة بمعنى الدعاء ، وهو طلب الأدنى بالقول من الأعلى شيئا على جهة الاستكانة ، قال النووي : أجمع أهل الفتاوى في الأمصار في جميع الأعصار على استحباب الدعاء ، وذهب طائفة من الزهاد ، وأهل المعارف إلى أن تركه أفضل استسلاما ، وقال جماعة : إن دعا للمسلمين فحسن ، وإن خص نفسه فلا . وقيل : إن وجد باعثا للدعاء استحب ، وإلا فلا . ودليل الفقهاء ظواهر القرآن ، والسنة ، والأخبار الواردة عن الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - .
الفصل الأول
2223 - ( عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=10360288لكل نبي دعوة مستجابة ) أي : في حق مخالفي أمته جميعهم بالاستئصال ، ( فتعجل كل نبي دعوته ) : أي : استعجل في دعوته ، كما أن نوحا دعا على أمته بالهلاك ، حتى غرقوا بالطوفان ، وصالحا دعا على أمته ، حتى هلكوا بالصيحة ، وقيل : معناه أن لكل نبي دعوة متيقنة الإجابة ، بخلاف بقية دعواته ، فإنها على طمع الإجابة ، فتعجل كل نبي دعوته لنفسه ، ( وإني اختبأت دعوتي ) : أي : ادخرتها وجعلتها خبيئة من الاختباء ، وهو الاختفاء بالصبر على أذى قومه ؛ لأني بعثت رحمة للعالمين ، ( شفاعة لأمتي ) : أي : أمة الإجابة ، يعني : لأجل أن أصرفها لهم خاصة بعد العامة ، وفي جهة الشفاعة أو حال كونها شفاعة ( إلى يوم القيامة ) أي : مؤخرة إلى ذلك اليوم ، وفي نسخة : يوم القيامة على أنه ظرف للشفاعة ( فهي ) : أي : الشفاعة ( نائلة ) : أي : واصلة حاصلة ( إن شاء الله ) : قال ابن الملك ، وإنما ذكر " إن شاء الله " مع حصولها لا محالة أدبا وامتثالا لقوله تعالى : ( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ) اهـ . والأظهر أنه قال للتبرك ، لأن المراد من الآية الأفعال الواقعة في الدنيا ، لا الأخبار الكائنة في العقبى ، ويحتمل أن يتعلق بقوله : ( من مات من أمتي ) : إعلاما بأن الله تعالى لا يجب عليه شيء لأحد من خلقه ، والمحققون على أن الاستثناء في الإيمان خلافه لفظي ، فمن نوى التعليق في الحال كفر اتفاقا ، أو التبرك المحض ، أو نصا للمآل فلا اتفاقا ، وإنما منعه أصحابنا في قوله : أنا مؤمن إن شاء الله للإيهام ، وهو في محل النصب على أنه مفعول به لنائلة ، ومن بيان ( من ) وقوله : ( لا يشرك بالله ) حال من فاعل مات ( شيئا ) : أي : من الأشياء أو من الإشراك . وهي أقسام : عدم دخول قوم النار ، وتخفيف لبثهم فيها ، وتعجيل دخولهم الجنة ورفع درجات فيها . ( رواه مسلم ، والبخاري أقصر منه ) .