208 - ( وعن أنس قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم ) أي : غالبا أو أحيانا ( إذا تكلم بكلمة ) أي : بجملة مفيدة ( أعادها ) أي : كررها ( ثلاثا حتى تفهم ) أي : تلك الكلمة ( عنه ) أي : فهما قويا راسخا في النفس ، وفيه إشارة إلى أن المراد بالكلمة الكلام الذي لا يفهم إلا بالإعادة ، يحتمل أن تكون في مجلس أو مجالس ، والاقتصار على الثلاث والله أعلم بمقتضى مراتب فهوم الناس من الأدنى والأوسط والأعلى ، ولذا قيل : من لم يفهم في ثلاث مرات لم يفهم أبدا ( وإذا أتى ) أي : مر ( على قوم ) : أو أشرف عليهم ( فسلم عليهم ) أي : فأراد السلام عليهم ( سلم عليهم ثلاثا ) . قال ابن القيم : لعل هذا كان هديه في السلام على الجمع الكثير الذين لا يبلغهم سلام واحد ا هـ . وذلك بأن يسلم على المواجهين ثم يمنة ثم يسرة ، وقيل : هذا عند الاستئذان أي : إذا لم يؤذن بمرة أو مرتين سلم عليهم ثلاثا ، ثم ينصرف كما جاء في حديث الاستئذان ، وقيل : سلم للاستئذان وللتحية عند الدخول وللوداع عند الخروج . وهذه التسليمات الثلاث سنة لكل أحد أتى شخصا أو قوما ، وكان عليه الصلاة والسلام يواظب عليها كما أفادته " كان " المقتضية لتكرير الفعل وضعا عند جماعة وعرفا عند آخرين وهو الأصح كما قاله ابن حجر . ( رواه البخاري ) .