2301 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=149جويرية ) : بالتصغير بنت الحارث زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها بكرة ) أي : أول نهاره ( حين صلى الصبح ) ، أي : أراد صلاة الصبح ) ( وهي في مسجدها ) : بفتح الجيم ويكسر أي : موضع سجودها للصلاة ( ثم رجع ) أي : إليها ( بعد أن أضحى ) أي : دخل في الضحوة ، وهي ارتفاع النهار قدر رمح وقيل : أي صلى صلاة الضحى ( وهي جالسة ) أي : في موضعها ( قال : مازلت ) : بكسر التاء ( على الحال ) : وهو مما يجوز تذكيره وتأنيثه ، ولذا قال ( التي فارقتك عليها ؟ ) أي : من الجلوس على ذكر الله تعالى ( قالت : نعم ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : لقد قلت بعدك ) أي : بعد أن خرجت من عندك ( أربع كلمات ) : نصبه على المصدر أي : تكلمت بعد مفارقتك أربع كلمات ( ثلاث مرات ) : بالنصب على الظرفية ( لو وزنت ) : بصيغة المجهول على الأصح أي : قوبلت ( بما قلت ) أي : بجميع ما قلت من الذكر ( منذ ) : بضم الميم ويكسر ( اليوم ) : بالجر ، هو المختار ، ويجوز رفعه ، وتفصيله في القاموس أي : في هذا اليوم أو الوقت المذكور ، ( لوزنتهن ) أي : لترجحت تلك الكلمات على جميع أذكارك وزادت عليهن في الأجر والثواب ، يقال وازنه فوزنه : إذا غلب عليه وزاد في الوزن ، كما يقال : حاججته فحججته . أو لساوتهن ، يقال : هذا يزن درهما أو يساويه ، ومنه قوله - عليه الصلاة والسلام - : " لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة لما سقى كافرا منها شربة ماء " وهذا توضيح كلام الطيبي ، أي : ساوتهن أو غلبتهن ، والضمير راجع إلى ما يقتضيه المعنى لا إلى لفظة ( ما ) في قوله ( ما قلت ) وفيه تنبيه على أنها كلمات كثيرة المعنى لو قوبلت بما قلت لساوتهن ( سبحان الله وبحمده ) أي : وبحمده أحمده ( عدد خلقه ) ، منصوب على نزع الخافض أي : بعدد كل واحد من مخلوقاته . وقال السيوطي : نصب على الظرف أي : قدر عدد خلقه ( ورضاء نفسه ) أي : أقول له التسبيح والتحميد بقدر ما يرضيه خالصا مخلصا له ، فالمراد بالنفس ذاته ، والمعنى ابتغاء وجهه ( وزنة عرشه ) أي : أسبحه وأحمده بثقل عرضه أو بمقدار عرضه [ ص: 1596 ] ( ومداد كلماته ) : المداد مصدر مثل المدد ، وهو الزيادة والكثرة ، أي : بمقدار ما يساويها في الكثرة بمعيار أو كيل أو وزن ، أو ما أشبهه من وجوه الحصر ، والتقدير : وهذا تمثيل يراد به التقريب ، لأن الكلام لا يدخل في الكيل ، وكلماته تعالى هو كلامه وصفته لا تعد ولا تنحصر ، فإذا المراد المجاز مبالغة في الكثرة ، لأنه ذكر أولا ما يحصره العدد الكثير من عدد الخلق ، ثم ارتقى إلى ما هو أعظم منه أي : ما لا يحصيه عد كما لا تحصى كلمات الله .
وقال الطيبي : نصب هذه الألفاظ على المصدر أي : أعد تسبيحه المقرون بحمده عدد خلقه ، وأقدر مقدار ما يرضى لنفسه وزنة عرشه ، ومقدار كلماته ، ومداد الشيء ومدده ما يمد به ويزاد ويكثر ، والمراد المقدار أي : أسبحه وأحمده بمقدار كلماته أي : كتبه وصحفه المنزلة ، وكلماته أيضا تطلق على جميع أمره ، وعلى جميع الموجودات .