2329 - ( وعن أبي موسى قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله يبسط يده ) : قيل : بسط اليد عبارة عن الطلب ، لأن عادة الناس إذا طلب أحدهم شيئا من أحد بسط إليه كفه ، وقال النووي : البسط كناية عن قبول التوبة وعرضها ، فلا يرد عليه ما ذكره ابن حجر من أن قوله غير مناسب للحديث ، فإنه ينحل إلى أنه يقبل التوبة بالليل ليتوب مسيء النهار إلخ . فظاهر أنه ليس مرادا ، إذ قبول التوبة بالليل ليس علة لتوبة النهار وعكسه ، لأنه لا معنى لقبوله التوبة قبل وجودها ، فالمعنى يدعو المذنبين إلى التوبة ( بالليل ليتوب مسيء النهار ) أي لا يعاجلهم بالعقوبة ، يمهلهم ليتوبوا ( ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ) وقيل : البسط عبارة عن التوسع في الجود والعطاء والتنزه عن المنع . وفي الحديث تنبيه على سعة رحمته وكثرة تجاوزه عن الذنوب ، وقال الطيبي : تمثيل يدل على أن التوبة مطلوبة عنده محبوبة لديه كأنه يتقاضاها من المسيء ( حتى تطلع الشمس من مغربها ) : فحينئذ يغلق بابها . قال تعالى : يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها الآية . قال ابن الملك : مفهوم هذا الحديث وأشباهه يدل على أن التوبة لا تقبل بعد طلوع الشمس من المغرب إلى يوم القيامة ، وقيل : هذا مخصوص لمن شاهد طلوعها ، فمن ولد بعد ذلك أو بلغ وكان كافرا وآمن ، أو مذنبا فتاب يقبل إيمانه وتوبته لعدم المشاهدة . ( رواه مسلم ) .