213 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة الباهلي قال : ذكر ) : على البناء للمفعول أي : وصف ( لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان ) أي : بوصف الكمال وهو يحتمل أن يكون تمثيلا وأن يكونا موجودين في الخارج قبل زمانه أو في أوانه ( أحدهما عابد ) أي : كامل في العبادة ( والآخر عالم ) أي : كامل بالعلم ( فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) : لا يستويان وإن كان كل منهما كاملا في مقامه ( فضل العالم ) بالعلوم الشرعية مع القيام بفرائض العبودية ( على العابد ) أي : على المتجرد للعبادة بعد تحصيل قدر الفرض من العلوم ( كفضلي على أدناكم ) : وفيه مبالغة لا تخفى فإنه لو قال : كفضلي على أعلاكم لكفى فضلا وشرفا ، فيكون نظير قوله - صلى الله عليه وسلم - : " واحشرني في زمرة المساكين " مع إفادة التواضع في الثاني ، والظاهر أن اللام فيهما للجنس فالحكم عام ، ويحتمل العهد فغيرهما يؤخذ بالمقايسة . ( ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله ) : استئناف فيه تعليل ( وملائكته ) أي : حملة العرش ( وأهل السماوات ) : تعميم بعد تخصيص ( والأرض ) أي : أهل الأرض من الإنس والجن وجميع الحيوانات ( حتى النملة ) : بالنصب على أن حتى عاطفة ، وبالجر على أنها جارة ، وبالرفع على أنها ابتدائية والأول أصح ( في جحرها ) : بضم الجيم وسكون الحاء ، أي : ثقبها . قال الطيبي : وصلاته بحصول البركة النازلة من السماء ( وحتى الحوت ) : كما تقدم ، وهما غايتان مستوعبتان لدواب البر والبحر ، وخصت النملة من دواب البر لأنها أكثر الحيوانات ادخارا للقوت في جحرها فهي أحوج إلى بركتهم من غيرها ، وتقدم وجه تخصيص الحوت من دواب البحر ، وقيل : وجه تخصيصهما بالذكر الإشارة إلى جنس الحلال والحرام ، وقيل : إلى الجنس المنهي عنه القتل وغيره ( ليصلون ) : فيه تغليب للعقلاء على غيرهم ، أي : يدعون بالخير ( على معلم الناس الخير ) : قيل : أراد بالخير هنا علم الدين وما به نجاة الرجل ، ولم يطلق المعلم ليعلم أن استحقاق الدعاء لأجل تعليم علم موصل إلى الخير ا هـ .
وفيه إشارة إلى وجه الأفضلية بأن نفع العلم متعد ونفع العبادة قاصر ، مع أن العلم في نفسه فرض ، وزيادة العبادة نافلة ، والله أعلم . ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ) : يعني عن أبي أمامة مرفوعا .