2332 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10360489لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم ، كانت راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه ، وعليها طعامه وشرابه ، فأيس منها ، فأتى شجرة ، فاضطجع في ظلها ، قد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ، ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ; أخطأ من شدة الفرح " . رواه مسلم .
2332 - ( عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لله ) : بفتح لام الابتداء أو القسم ( أشد فرحا ) أي : رضا يعني : أرضى ( بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم ) أي : من فرح أحدكم وسروره ورضاه ، يعني [ ص: 1617 ] تقع التوبة من الله تعالى في القبول والرضا موقعا يقع في مثله ما يوجب فرط الفرح ممن يتصور في حقه ذلك . قال الطيبي : المراد كمال الرضا ، لأن الفرح المتعارف لا يجوز عليه تعالى ، والمتقدمون من أهل الحديث فهموا من أمثال ذلك ما يرغب في الأعمال الصالحة ، ويكشف عن فضل الله تعالى على عباده مع كونه منزها عن صفات المخلوقين ولم يفتشوا عن معاني هذه الألفاظ ، وهذه هي الطريقة السليمة ، وقلما يزيغ عنه قدم الراسخ . ( كان راحلته ) : وفي نسخة : كانت راحلته ( بأرض فلاة ) : بالإضافة وبنون أي : مفازة ( فانفلتت منه ) أي : نفرت ( وعليها ) أي : على ظهرها ( طعامه وشرابه ) : خصا لأنهما سببا حياته ( فأيس منها ) أي : من وجدان الراحلة بعد طلبها ( فأتى شجرة ، فاضطجع في ظلها ) : حال كونه ( وقد أيس من راحلته ) أي : من حصولها ووصولها ( فبينما هو كذلك ) أي : في هذا الحال منكسر البال ( وإذا هو بها قائمة عنده ) أي : إذا الرجل حاضر بتلك الراحلة حال كونها قائمة عنده من غير طلب ولا تعب ( فأخذ بخطامها ) أي : زمامها فرحا بها فرحا لا نهاية له ، ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10360490ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ ) : أي : بسبق اللسان عن نهج الصواب وهو : أنا عبدك وأنت ربي ( من شدة الفرح ) كرره لبيان عذره وسبب صدوره ، فإن شدة الفرح والحزن ربما يقتل صاحبه ويدهش عقله ، حتى منع صاحبه من إدراك البديهيات . ( رواه مسلم ) .