إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
) ، أي : بك ( أموت وأحيا ) أي : أنام وأستيقظ ، وقيل : معناه باسمك المميت أموت وباسمك المحيي أحيا ، أو بذكر اسمك أحيا ما حييت وعليه أموت ، وقال القرطبي : قوله : ( باسمك أموت ) يدل على أن الاسم هو المسمى أي : أنت تميتني وأنت تحييني وهو كقوله تعالى : سبح اسم ربك الأعلى أي سبح ربك ، هكذا قال جل الشارحين ، نقله ميرك ( وإذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا ) أي : رد علينا القوة والحركة بعد ما أزالهما منا بالنوم ( وإليه النشور ) أي : الرجوع بعد الممات للحساب والجزاء يوم القيامة ، يقال نشر الميت نشورا : إذا عاش بعد الموت ، وأنشره الله ، كذا قيل ، والظاهر أن المراد بالنشور هو التفرق في طلب المعاش وغيره بعد الهدوء والسكون بالنوم وهما المشبهان بالموت والبعث بعده ، وقال النووي : المراد بأماتنا النوم ، وأما النشر فهو الإحياء للبعث بعد الموت فنبه - صلى الله عليه وسلم - بإعادة اليقظة بعد النوم الذي هو كالموت على إثبات البعث بعد الموت ، وقال : النفس التي تفارق الإنسان عند النوم هي التي للتمييز ، والتي تفارقه عند الموت هي التي للحياة وهي التي يزول معها التنفس ، وسمي النوم موتا لأنه يزول معه العقل والحركة تمثيلا وتشبيها ، وقد يستعار الموت للأحوال الشاقة كالفقر والذل والسؤال والهرم والمعصية والجهل ، وقال أبو إسحاق الزجاج القرطبي : النوم والموت يجمعهما انقطاع تعلق الروح بالبدن ، وذلك قد يكون ظاهرا وهو النوم ، ولذا قيل : النوم أخو الموت ، وباطنا وهو الموت ، فإطلاق الموت على النوم يكون مجازا لاشتراكهما في انقطاع تعلق الروح بالبدن ، وقال الطيبي : الحكمة في إطلاق الموت على النوم أن انتفاع الإنسان بالحياة إنما هو بتحري رضا الله عنه وقصد طاعته واجتناب سخطه وعقابه ، فمن زال عنه هذا الانتفاع بالكلية فكان كالميت فحمدا لله على هذه النعمة وزوال ذلك المانع ، وهذا التأويل يطابق السابق من قوله : أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله ، ويوافق اللاحق من قوله وإن أرسلتها فاحفظها إلخ وعلى هذا ينتظم قوله : وإليه النشور أي : وإليه المرجع والمآب في نيل الثواب بما يكتسب في الحياة ، قال العلماء : وحكمة الذكر والدعاء عند النوم واليقظة أن تكون خاتمة أعماله على الطاعة ، وأول أفعاله على العبادة ( رواه البخاري ) أي : عن حذيفة ( ومسلم عن البراء ) فالحديث متفق عليه والخلاف في الصحابي ، وكذا رواه عن حذيفة أبو داود والترمذي والنسائي . وابن أبي شيبة