2384 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى ) بالقصر ويمد أي : نزل ( أحدكم إلى فراشه ) أي : مرقده ، وتفسير ابن حجر أوى بجاء لا يلائمه إلى ( فلينفض ) بضم الفاء أي : فليحرك ( فراشه بداخلة إزاره ) وهي حاشيته التي تلي الجسد وتماسه ، وقيل : هي طرفه مطلقا ، وقيل : مما يلي طوقه ، وفي القاموس : طرفه الذي على الجسد الأيمن ، قيد النفض بإزاره لأن الغالب في العرب أنه لم يكن لهم ثوب غير ما هو عليهم من إزار ورداء ، وقيد بداخل الإزار ليبقى الخارج نظيفا ، ولأن هذا أيسر ، ولكشف العورة أقل وأستر ، وإنما قال هذا لأن رسم العرب ترك الفراش في موضعه ليلا ونهارا ، ولذا علله وقال : ( فإنه ) أي : الشأن أو المريد للنوم ( لا يدري ما خلفه ) بالفتحات والتخفيف أي : من الهوام والحشرات المؤذيات ، أو من الأوساخ والعظام والنجاسات ، وقال الطيبي : أي قام مقامه بعده من تراب أو قذاة أو هامة ، ثم يحتمل أن تكون استفهامية معلقة بيدري ، أو موصولة ( عليه ) أي : على الفراش ، وقيل : أمره بداخلة الإزار دون خارجته لأن ذلك أبلغ وأجدى وأجدر ، وإنما ذلك على جهة الخبر عن فعل الفاعل لأن المؤتزر إذا ائتزر يأخذ أحد طرفي إزاره بيمينه والآخر بشماله فيرد ما أمسكه بشماله على جسده وذلك داخلة الإزار ، فإذا صار إلى فراشه فحل بيمينه خارجة الإزار وتبقى الداخلة معلقة وبها يقع النفض ، فإن قيل : فلم لا يقدر الأمر فيه على العكس ؟ قلنا : لأن تلك الهيئة هي صنيع ذوي الآداب في عقد الإزار ، وروي بصنفة إزاره بكسر النون وهي : جانبه الذي لا هدب له ، وهذا موافق لما ذكر لأن ذلك الجانب يجعل داخلة الإزار ( ثم يقول ) أي : بعد النفض ووضع الجنب كما يدل عليه الرواية الآتية ثم ليضطجع ثم ليقل ( باسمك ربي ) أي : باسمك القوي والقادر ، وفي رواية باسم الله ( وضعت جنبي وبك ) أي : باسمك أو بمعونتك بحولك وقوتك وإرادتك وقدرتك ( أرفعه ) أي حين أرفعه ، فلا أستغني عنك بحال ( إن أمسكت نفسي ) أي : قبضت روحي في النوم ، وفي رواية إن أمتها ( فارحمها ) أي : بالمغفرة والتجاوز عنها ، وفي رواية فاغفر لها ( وإن أرسلتها ) بأن رددت الحياة إلي وأيقظتني من النوم ، وفي رواية " وإن رددتها " أي روحي المميزة برد تمييزها الزائل عنها بنومها ( فاحفظني ) أي : من المعصية والمخالفة ( بما تحفظ به ) أي : من التوفيق والعصمة والأمانة ( عبادك الصالحين ) أي : القائمين بحقوق الله وعباده ، ولعل الحديث مقتبس من قوله تعالى : الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى جمع النفسين في حكم التوفي ، ثم فرق بين جهتي التوفي بالحكم بالإمساك وهو قبض الروح ، وبالإرسال وهو رد الحياة أي : الله تعالى يتوفى الأنفس التي تقبض والتي لا تقبض فيمسك الأولى ويرسل الأخرى ، والباء في ( بما تحفظ ) مثلها في كتبت بالقلم ، وما موصولة مبهمة وبيانها ما دل عليه صلتها لأن الله تعالى إنما يحفظ عباده الصالحين من المعاصي ومن أن لا يتهاونوا في طاعته وعبادته بتوفيقه ولطفه ورعايته وحمايته ( وفي رواية nindex.php?page=hadith&LINKID=10360567ثم يضطجع على شقه الأيمن ) قيل : أنفع هيآت النوم الابتداء بالأيمن ثم الانقلاب إلى اليسار ثم إلى اليمين ، وفيه ندب اليمين في النوم لأنه أسرع إلى الانتباه لعدم استقرار القلب حينئذ لأنه معلق بالجانب الأيسر ، فيعلق فلا يستغرق في النوم بخلاف النوم على الأيسر ، فإن القلب يستقر فتكون الاستراحة له أبطأ للانتباه ، ثم هذا إنما هو بالنسبة إلينا دونه - صلى الله عليه وسلم - لأنه لا ينام قلبه ، فلا فرق في حقه - عليه الصلاة والسلام - بين النوم على شقه الأيمن والأيسر ، وإنما كان يؤثر الأيمن لأنه كان يحب التيامن في شأنه كله ، ولتعليم أمته ، ولمشابهته بحال الموت ووضعه في القبر ( ثم ليقل باسمك إلخ متفق عليه ) ورواه الأربعة ( وفي رواية للبخاري ( فلينفضه بصنفة ثوبه ) بفتح الصاد وكسر النون على ما في النسخ المصححة والأصول المعتمدة أي : بطرفه ، وقال الطيبي - رحمه الله - : أي [ ص: 1654 ] بحاشية إزاره التي تلي الجسد ، فكأنه أراد الجمع بين الروايتين ، وإلا ففي مختصر النهاية صنفة إزاره بكسر النون : طرفه مما يلي طرته ، قلت : زاد الفارسي وقيل : جانبه الذي لا هدب له اهـ . وفي القاموس صنفة الثوب كفرحة ، وصنفته بكسرهما حاشيته أي جانب كان أو جانبه الذي لا هدب له أو الذي فيه الهدب اهـ . وفي المشارق فلينفضه بصنفة ثوبه بفتح الصاد وكسر النون ، فقيل : طرفه ، وقيل : حاشيته ، وقيل : هي الناحية التي عليها الهدب ، وقيل : الطرة ، والمراد هنا طرفه . فما ذكره ابن حجر بفتح المهملة والنون والفاء مخالف لما في كتب اللغة والرواية ( ثلاث مرات ) مبالغة في النظافة ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10360568وإن أمسكت نفسي فاغفر لها ) أي : بدل قوله فارحمها .