219 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة [ - رضي الله عنه - ] قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( خصلتان لا تجتمعان في منافق ) : بأن تكون فيه واحدة دون الأخرى ، أو لا يكونا فيه بأن لا توجد واحدة منهما فيه ، وإنما عبر بالاجتماع تحريضا للمؤمنين على جمعهما وزجرا لهم عن الاتصاف بأحدهما ، والمنافق إما حقيقي وهو النفاق الاعتقادي أو مجازي وهو المرائي وهو النفاق العملي ( حسن سمت ) أي : خلق وسيرة وطريقة . قال الطيبي : وهو التزيي بزي الصالحين . وقال ميرك : السمت بمعنى الطريق أعني المقصد ، وقيل : المراد هيئة أهل الخير والأحسن ما قاله ابن حجر أنه تحري طرق الخير والتزيي بزي الصالحين مع التنزه عن المعايب الظاهرة والباطنة ( ولا فقه في الدين ) : عطف بلا لأن حسن سمت في سياق النفي ، فلا لتأكيد النفي المساق . قال التوربشتي : حقيقة الفقه في الدين ما وقع في القلب ثم ظهر على اللسان ، فأفاد العمل ، وأورث الخشية والتقوى ، وأما الذي يتدارس أبوابا منه ليتعزز به ويتأكل به فإنه بمعزل عن الرتبة العظمى لأن الفقه تعلق بلسانه دون قلبه ، وبهذا قال nindex.php?page=showalam&ids=8علي - رضي الله عنه - : ولكني أخشى عليكم كل منافق عليم اللسان ، قال : ليس المراد أن إحداهما قد تحصل دون الأخرى ، بل هو تحريض للمؤمن على الاتصاف بهما والاجتناب عن أضدادها ، فإن المنافق يكون عاريا منهما ، وهو من باب التغليظ ونحوه قوله تعالى : وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة إذ فيه حث على أدائها وتخويف من المنع حيث جعله من أوصاف المشركين كذا قاله الطيبي . ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي )