2485 - ( وعن علي قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قل اللهم اهدني ) أي ثبتني على الهدى أو دلني على الكمالات الزائدة كما قال تعالى : والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ، ( وسددني ) أي اجعلني مستقيما ، قيل السداد إصابة القصد في الأمر والعدل فيه ، يعني أسأل غاية الهدى ونهاية السداد قال الطيبي : فيه معنى قوله تعالى : فاستقم كما أمرت و اهدنا الصراط أي اهدني هداية لا أميل بها إلى طرفي الإفراط والتفريط [ ص: 1722 ] ( واذكر ) عطف على قل أي اقصد ، ( وتذكر ) يا علي ، ( بالهدى هدايتك الطريق ) أي المستقيم ، ( وبالسداد ) بفتح السين ( سداد السهم ) أي القويم ، وقيل المعنى : كن في سؤالك الهداية والسداد كالسهم المسدد والراكب متن المنهج المستقيم ، وفيه تصوير المعقول بالمحسوس لأنه أوقع في النفوس ، وقال الطيبي : أمره بأن يسأل الله الهدى والسداد وأن يكون في ذكره مخطرا بباله ، والمعنى أن يكون في سؤاله طالبا غاية العدل ونهاية السداد إذ المطلوب هداية كهداية من ركب متن الطريق ، وسدادا يشبه سداد السهم نحو الغرض ( رواه مسلم ) .