2565 - ( وعنه ) أي : عن ابن عمر - رضي الله عنهما - ( قال : رمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحجر ) أي : الأسود ( إلى الحجر ) فيه رد على من قال : إنه لم يرمل بين الركنين ( ثلاثا ، ومشى أربعا ، ومن يسعى ) أي : يسرع ، ويشتد عدوا ( ببطن المسيل ) : اسم موضع بين الصفا والمروة ، وجعل علامته بالأميال الخضر ( إذا طاف ) أي : سعى ( بين الصفا والمروة ) .
والسعي : واجب عندنا ركن عند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، والإسراع سنة اتفاقا ( رواه مسلم ) ، اعلم أن رمله - عليه الصلاة والسلام - وأصحابه الكرام من الحجر إلى الحجر ، وكان في حجة الوداع سنة عشر ، فلذا قدموه على خبر مسلم أيضا الواقع في عمرة القضاء سنة سبع ، فإنهم لما قدموا ليفعلوها قال كفار مكة فيهم : إن حمى يثرب [ ص: 1785 ] وهنتهم ، وجلسوا مما يلي الحجر ، فأمر - عليه الصلاة والسلام - أصحابه أن يرملوا فيما يلي الحجر فقط ، فتعجب المشركون من بقاء جلدهم ، وقوتهم ، ولذا جاء في رواية أبي داود ( كأنهم الغزلان ) ، قال ابن عباس رواية : لم يمنعه - صلى الله عليه وسلم - أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم ، واستمر شرعه بدليل فعله - عليه الصلاة والسلام - له في حجة الوداع ، مع زوال سببه من إظهار القوة للكفار ليستحضر فاعله سببه ، وهو ظهور الكفار ، لا سيما بذلك المحل الأشرف ، ثم انطفاءه كأن لم يكن فيزيد شكره لربه على إعزاز دينه ، وليتذكر أحوال الصحابة - رضي الله عنهم - وما قاسوا عليه من الشدة في الخدمة .
وصح عن عمر أنه قال : فيما الرمل وكشف المناكب في الاضطباع ، وقد أظهر الله الإسلام ، ونفى الكفر وأهله ، ومع ذلك لا نترك شيئا نصنعه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .