2734 - ( وعن عائشة قالت : لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وعك ) على صيغة المجهول أي هم ( أبو بكر وبلال ) قال الطيبي - رحمه الله - الوعك الحمى ، وقيل ألمها وقيل نعت الحمى وهو ممارستها المحرم حتى تصرعه ( فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته ) أي بما صدر عن أبي بكر - رضي الله عنه - حين قلت له يا أبت كيف تجدك وقد أخذته الحمى يقول :
كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله
وبما قال بلال إذا قلع عنه الحمى يرفع صوته فيقول :
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وعندي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة وهل تبدون لي شامة وطفيل
وهما جبلان ، والجليل ومياه مجنة عين بقرب مكة ، والحاصل إنه كان يذكر مكة وصحة هوائها ، وعذوبة مائها ، ولطافة جبالها ونباتها ، ونفخة رياح نباتها الذي بمنزلة بناتها وأبنائها ( فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10361318اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة وأشد ) أي بل أكثر وأعظم ويؤيده أنه في رواية وأشد وأما تجويز ابن حجر - رحمه الله - وغيره يكون أو للشك في هذا المقام فبعيد عن تحقيق المرام فإنه ينحل الكلام كحبنا أشد ، ولا يخفى تكلفه عند الأعلام ثم لا ينافي هذا ما سبق أنه - عليه الصلاة والسلام - قال لمكة nindex.php?page=hadith&LINKID=10361319إنك أحب البلاد إلي ، وإنك أحب أرض الله إلى الله ، وفي رواية : لقد عرفت أنك أحب البلاد إلى الله وأكرمها على الله ، فإن المراد به المبالغة ، أو لأنه لما أوجب الله على المهاجرين مجاورة المدينة وترك التوطن والسكون بمكة السكينة طلب من الله أن يزيد محبة المدينة في قلوب أصحابه ; لئلا يميلوا بأدنى الميل غرضا ، إذ المراد بالمحبة الزائدة الملائمة لملاذ النفس ، ونفي مشاقها لا المحبة المرتبة على كثرة المثوبة ، فالحيثية مختلفة ويؤيد ما قررناه فيما حررناه قوله ( وصححها ) أي اجعل هواءها وماءها صحيحا ( وبارك لنا في صاعها ومدها ) وجاء في رواية : nindex.php?page=hadith&LINKID=10357052اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما بمكة من البركة ، وهو لا ينافي مضاعفة المثوبة بمكة المختصة بها دون أهل المدينة ( وانقل ) أي حول ( حماها ) أي وباءها وشدتها وكثرتها ( فاجعلها بالجحفة ) قال الخطابي وغيره كان ساكنوا الجحفة في ذلك الوقت يهودا ( متفق عليه ) وقد استجاب الله دعاءه ، فإن الحمى انتقلت إليها حتى من شرب من مائها حم بل لو مر الطير في هوائه حم . [ ص: 1879 ]