صفحة جزء
2901 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " كان رجل يداين الناس ، فكان يقول لفتاه : إذا أتيت معسرا تجاوز عنه ، لعل الله يتجاوز عنا . قال : فلقي الله فتجاوز عنه " متفق عليه .


2901 - ( عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : كان رجل يداين الناس ) : أي : يعاملهم بالدين أو يعطيهم دينا ( فكان يقول لفتاه ) : أي : لخادمه ، وقال النووي : " أي لغلامه كما صرح به في الرواية الأخرى . " ( إذا أتيت معسرا ) : أي : فقيرا ( تجاوز عنه ) : أي : سامح في الاقتضاء والاستيفاء وقبول ما فيه نقص يسير ( لعل الله أن يتجاوز عنا ) : قال الطيبي رحمه الله : " لعل هنا بمعنى عسى ، ولذلك أتى بأن أي : عسى الله أن يتجاوز عنا ، لأنه لا يقال لعل الله أن يتجاوز ، بل يتجاوز ( قال ) : أي النبي - صلى الله عليه وسلم - ( فلقي ) : أي : الرجل ( الله ) : أي مات ( جاوز ) : أي : عفا ( عنه ) : فإن قلت : كيف قال : أن يتجاوز عنا ، ثم قال : فتجاوز عنه ؟ قلت : أراد القائل نفسه ولكن جمع الضمير إرادة أن يتجاوز عمن فعل مثل هذا الفعل ليدخل فيه دخولا أوليا ، ولذلك استحب للداعي أن يعم في الدعاء ولا يخص نفسه لعل الله تعالى ببركتهم يستجيب دعاءه . قال النووي - رحمه الله : " في الحديث فضل إنظار المعسر والوضع عنه إما كل الدين أو بعضه وفضل المسامحة في الاقتضاء والاستيفاء سواء عن المعسر والموسر ولا يحتقر شيء من أفعال الخير فلعله سبب السعادة ، وفيه جواز توكيل العبيد والإذن لهم في التصرف ، وهذا قول من يقول : شرع من قبلنا شرع لنا اهـ كلامه ، وأقول : لا حاجة إلى هذا ; لأنه لما استحسنه الشارع وقرره فهو دليل مستقل " ( متفق عليه ) : ورواه أحمد ، والنسائي .

[ ص: 1954 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية