صفحة جزء
[ ص: 1967 ] الفصل الثاني

2933 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - رفعه ، قال : " إن الله عز وجل يقول : أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه ، فإذا خانه خرجت من بينهما " . رواه أبو داود وزاد رزين : " وجاء الشيطان " .


الفصل الثاني

2933 - ( عن أبي هريرة رفعه ) : أي رفع الحديث وأسنده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( قال : " إن الله عز " ) أي : غلب في الأمر ( " وجل " ) : أي : من أن يشركه أحد ( " يقول : أنا ثالث الشريكين " ) : أي : معهما بالحفظ والبركة أحفظ أموالهما وأعطيهما الرزق والخير في معاملتهما ( " ما لم يخن أحدهما صاحبه " ) : أي : وأعين كلا منهما ما دام كل في عون صاحبه ( " فإن خانه خرجت من بينهما " ) أي : زالت البركة بإخراج الحفظ عنهما ( رواه أبو داود وزاد رزين : " وجاء الشيطان " ) : أي : ودخل بينهما وصار ثالثهما ، قال الطيبي رحمه الله : الشركة عبارة عن اختلاط أموال بعضهم ببعض بحيث لا يتميز ، وشركة الله تعالى إياهما على الاستعارة ، كأنه تعالى جعل البركة والفضل والربح بمنزلة المال المخلوط ، فسمى ذاته تعالى ثالثا لهما وجعل خيانة الشيطان ومحقه البركة بمنزلة المخلوط وجعله ثالثا لهما ، وقوله : خرجت من بينهما ترشيح الاستعارة ، وفيه استحباب الشركة ، فإن البركة منصبة من الله تعالى فيها بخلاف ما إذا كان منفردا ، لأن كل واحد من الشريكين يسعى في غبطة صاحبه ، وأن الله تعالى عون العبد ما دام العبد في عون أخيه المسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية