صفحة جزء
[ ص: 2043 ] 3082 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " . متفق عليه .


3082 - ( وعن ) أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( تنكح المرأة لأربع ) أي : لخصالها الأربع في غالب العادة ( لمالها ، ولحسبها ) بفتحتين وهو ما يكون في الشخص وآبائه من الخصال الحميدة شرعا أو عرفا مأخوذ من الحساب ، لأنهم إذا تفاخروا عد كل واحد منهم مناقبه ومآثر آبائه ( ولجمالها ) أي : لصورتها ( ولدينها ) أي : سيرتها . قال الطيبي - رحمه الله - : " لمالها إلخ بدل من أربع بإعادة العامل ، وقد جاءت اللام مكررا في الخصال الأربع في صحيح مسلم ، وليس في صحيح البخاري اللام في جمالها اه . وما في الكتاب موافق لمسلم ( فاظفر بذات الدين ) أي : فز بنكاحها . قال القاضي - رحمه الله - : " من عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى أربع خصال عدها ، واللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين من مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون ، لا سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره . ( تربت يداك ) يقال : ترب الرجل أي : افتقر كأنه قال : تلتصق بالتراب ، ولا يراد به هاهنا الدعاء ، بل الحث على الجد والتشمير في طلب المأمور به . قيل : معناه صرت محروما من الخير إن لم تفعل ما أمرتك به ، وتعديت ذات الدين إلى ذات الجمال وغيرها ، وأراد بالدين الإسلام والتقوى ، وهذا يدل على مراعاة الكفاءة ، وأن الدين أولى ما اعتبر فيها . ( متفق عليه ) ورواه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه .

قال ابن الهمام : إذا لم يتزوج المرأة إلا لعزها أو مالها أو حسبها ، فهو ممنوع شرعا قال - صلى الله عليه وسلم - : ( من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلا ، ومن تزوجها لمالها لم يزده إلا فقرا ، ومن تزوجها لحسبها لم يزده إلا دناءة ، ومن تزوج امرأة لم يرد بها إلا أن يغض بصره ويحصن فرجه أو يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه ) . رواه الطبراني في الأوسط . وقال - صلى الله عليه وسلم - : " لا تتزوجوا النساء لحسنهن ، فعسى حسنهن أن يرديهن ، ولا تتزوجوهن لمالهن فعسى أموالهن أن تطغينهن ، ولكن تزوجوهن على الدين ، ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل " رواه ابن ماجه . والخرماء بفتح الخاء المعجمة ما قطع من أذنها أو من أنفها شيء . وفي شرح السنة : " روي أن رجلا جاء إلى الحسن وقال : إن لي بنتا وقد خطبها غير واحد ، فمن تشير علي أن أزوجها ؟ قال : زوجها رجلا يتقي الله ، فإنه إن أحبها أكرمها ، وإن أبغضها لم يظلمها .

التالي السابق


الخدمات العلمية