3086 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10361885قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الدنيا حلوة ) بضم المهملة ( خضرة ) . بفتح المعجمة وكسر الضاد . وفي رواية : رطبة أي : طيبة مزينة في عيونكم وقلوبكم ، وإنما وصفها بالخضرة لأن العرب تسمي الشيء الناعم خضرا ، أو لتشبهها بالخضروات في سرعة زوالها . ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10361886وإن الله مستخلفكم فيها ) أي : جاعلكم خلفاء في الدنيا أي : أنتم بمنزلة الوكلاء في التصرف فيها ، وإنما هي في الحقيقة لله تعالى ( فينظر كيف تعملون ) أي : تتصرفون أو معناه جاعلكم خلفاء من كان قبلكم ، وقد أعطى ما في أيديهم إياكم فينظر كيف تعتبرون بحالهم وتتدبرون في مآلهم . وقال الطيبي - رحمه الله - : " الاستخلاف إقامة الغير مقام نفسه أي : جعل الله الدنيا مزينة لكم ابتلاء ، هل تتصرفون فيها كما يحب ويرضى ؟ أو تسخطونه وتتصرفون فيها بغير ما يحب ويرضى ؟ ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10361887فاتقوا الدنيا ) أي : احذروا من الاغترار بما فيها من الجاه والمال ، فإنها [ ص: 2045 ] في وشك الزوال ، واقنعوا فيها بما يعينكم على حسن المآل ، فإنه لحلالها حساب ولحرامها عذاب ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10361888واتقوا النساء ) أي : احذروهن بأن تميلوا إلى المنهيات بسببهن ، وتقعوا في فتنة الدم لأجل الافتتان بهن ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10361889فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) أي : في شأنهن وأمرهن ، وقال الطيبي - رحمه الله - : " احذروا أن تميلوا إلى النساء بالحرام وتقبلوا أقوالهن ، فإنهن ناقصات عقل لا خير في كلامهن غالبا اه .
وهو تخصيص بعد تعميم إشارة إلى أنها أضر ما في الدنيا من البلايا ، وقد جاء في رواية الديلمي ، عن معاذ : اتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن إبليس طلاع رصاد وما هو بشيء من فخوخه بأوثق لصيده في الانقياد من النساء ، روي أن رجلا من بني إسرائيل طلب منه ابن أخيه أو ابن عمه أن يزوجه ابنته فأبى فقتله لينكحها أو لينكح زوجته ، وهو الذي نزلت فيه قصة البقرة . ذكره ابن الملك تبعا للطيبي - رحمه الله - والمشهور في قصة البقرة ما ذكره البغوي في معالم التنزيل من أنه كان في بني إسرائيل رجل غني ، وله ابن عم فقير لا وارث له سواه ، فلما طال عليه موته قتله ليرثه اه .
ويمكن الجمع بينهما كما لا يخفى ، لكن حمل الحديث عليه يحتاج إلى صحة نقل وثبوت رواية ، نقل البغوي في تفسير قوله تعالى : ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا ) الآيات . أن قصته على ما ذكر ابن عباس ، وابن إسحاق ، والسدي وغيرهم أن موسى عليه الصلاة والسلام لما قصد حرب الجبارين ، ونزل أرض بني كنعان من أرض الشام أتى قوم بلعام إلى بلعام ، وكان عنده اسم الله الأعظم فقالوا : إن موسى رجل حديد ومعه جنود كثيرة ، وأنه قد جاء يخرجنا ويقتلنا ويحلها لبني إسرائيل ، وأنت رجل مجاب الدعوة فاخرج فادع الله أن يردهم عنا . فقال لهم : ويلكم من الله ، معه الملائكة والمؤمنون كيف أدعو عليهم ، وأنا أعلم من الله ما أعلم ، وإني إن فعلت ذلك ذهبت دنياي وآخرتي ، فراجعوه وألحوا عليه فقال : حتى أوامر ربي ، وكان لا يدعو حتى ينظر ما يؤمر به في المنام ، فوامر في الدعاء عليهم فقيل له في المنام : لا تدع عليه . فقال لقومه : إني قد وامرت ربي وإني قد نهيت ، فأهدوا له هدية فقبلها ، ثم راجعوه فقال لقومه حتى أوامر فوامر فلم يجيء إليه شيء ، فقال وامرت ولم يجيء إلي شيء فقالوا : لو كره ربك أن تدعو عليهم لنهاك كما نهاك في المرة الأولى فلم يزالوا يتضرعون إليه حتى فتنوه فافتتن ، فركب أتانا له متوجها إلى جبل يطلعه على عسكر إسرائيل يقال له ( حسبان ) فلما سار عليها غير كثير ربضت به أي : جلست ، فول عنها فضربها حتى إذا أذلقها أي : أقلقها قامت فركبها ، فلم تسر به كثيرا حتى ربضت ، ففعل بها مثل ذلك ، فقامت فركبها فلم تسر به كثيرا حتى ربضت ففعل بها مثل ذلك ، فقامت فركبها فلم تسر به كثيرا حتى ربضت فضربها حتى إذا أذلقها أذن الله لها بالكلام ، فكلمته حجة عليه فقالت : ويحك يا بلعام أين تذهب ألا ترى الملائكة أمامي تردني عن وجهي هذا ، أتذهب إلى نبي الله والمؤمنين لتدعو عليهم فلم ينزع فخلى الله سبيلها ، فانطلقت حتى إذا أشرفت به على جبل حسبان جعل يدعو عليهم ولا يدعو عليهم بشيء إلا صرف به لسانه إلى قومه ، ولا يدعو لقومه بخير إلا صرف به لسانه إلى بني إسرائيل ، فقال له قومه : أتدري ما تصنع إنما تدعو لهم وعلينا . قال : فهذا ما لا أملك هذا شيء قد غلب الله عليه ، واندلع لسانه أي : خرج فوقع على صدره ، فقال لهم : قد ذهبت الآن مني الدنيا والآخرة ، فلم يبق إلا المكر والحيلة ، فسأمكر لكم وأحتال جملوا النساء وزينوهن وأعطوهن السلع ، ثم أرسلوهن إلى العسكر يبعنها فيه ، ومروهن لا تمنع امرأة نفسها من رجل أرادها ، فإنهم إن زنى رجل واحد منهم كفيتموهم ، ففعلوا فلما دخل النساء العسكر مرت امرأة من الكنعانيين برجل من عظماء بني إسرائيل ، فقام إليها فأخذ بيدها حتى أعجبته ، ثم أقبل بها حتى وقف بها على موسى فقال : إني لأظنك ستقول هذه حرام عليك . قال : أجل هي حرام عليك لا تقربها . قال : فوالله لا نطيعك في هذا ، ثم دخل بها قبته فوقع عليها ، فأرسل الله الطاعون على بني إسرائيل في الوقت ( رواه مسلم ) .