3278 - ( وعن عائشة - رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يمكث عند nindex.php?page=showalam&ids=15953زينب بنت جحش ) أي حين يدور على نسائه لا عند نوبتها ( وشرب ) : أي : مرة ( عندها عسلا ) : أي : وكان يحب العسل ( فتواصيت أنا nindex.php?page=showalam&ids=41وحفصة ) : بالرفع لا غير ( أن أيتنا ) : " أي " هذه الشرطية ( دخل عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - فلتقل إني أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير ) : بفتح الميم المعجمة جمع مغفور بضم الميم ، وقيل : جمع مغفر بكسر الميم ، وهو ثمر العضاه كالعرفط والقشر ، والمراد هنا ما يجتنى به من العرفط إذ قد ورد في الحديث : جرست نحلته العرفط ، والجرس اللحس ، والعرفط بالضم شجر من العضاه على ما في القاموس وما ينضحه العرفط حلو وله رائحة كريهة ، وقيل هو صمغ شجر العضاه ، وقيل هو نبت له رائحة كريهة . ( فدخل على إحداهما فقالت : له ذلك فقال : لا بأس ) : أي : علي أو عليك ( شربت عسلا عند nindex.php?page=showalam&ids=15953زينب بنت جحش فلن أعود له ) : أي : لشرب العسل ( وقد حلفت ) : أي : أن لا أعود ( لا تخبري بذلك ) : بكسر الكاف ( أحدا ) : قال ابن الملك : لئلا يعرف أزواجه أنه أكل شيئا له رائحة كريهة ، والأظهر أنه لئلا ينكسر خاطر زينب من امتناعه من عسلها . ( يبتغي ) : أي : يطلب بالتحريم ( مرضات أزواجه ) : أي : رضا بعضهن ، قال الطيبي : قوله " وقد حلفت " حال من ضمير " أن أعود " ، والجملة جواب قسم محذوف ، والحال قول دال عليه ، وقوله : " يبتغي " حال من فاعل قوله " فقال : لا بأس " ، أي قال ذلك القول مبتغيا ، وقال ابن الملك : أي قال الراوي : يبتغي - صلى الله عليه وسلم - أي يطلب بذلك مرضات أزواجه وكان التحريم زلة منه ، اهـ . وهذا زلة منه لأنه - عليه الصلاة والسلام - ما نهى عن التحريم قبل ذلك ، نعم قد يقال : أنه وقع منه خلاف الأولى ، فعوتب عليه بقوله " لم تحرم " نحو قوله تعالى ( عفا الله عنك لم أذنت لهم ) وحسنات الأبرار سيئات المقربين ، ولذا قال - تعالى - جل شأنه ، " والله غفور رحيم " ( فنزلت " يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك " . متفق عليه . ) : هذا ظاهر في أن الآية نزلت في ترك العسل ، وجاء في رواية صحيحة أنه أكل العسل عند حفصة وتواصت عائشة وصفية nindex.php?page=showalam&ids=93وسودة على ما ذكره البغوي ، ثم قال : قال المفسرون كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم عن نسائه فلما كان يوم حفصة استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في زيارة أبيها فأذن لها فلما خرجت أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جاريته مارية القبطية فأدخلها بيت حفصة فوقع عليها فلما رجعت حفصة وجدت الباب مغلقا فجلست عند الباب فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووجهه يقطر عرقا nindex.php?page=showalam&ids=41وحفصة تبكي ، فقال : ما يبكيك ؟ قالت : إنما أذنت لي من أجل هذا أدخلت أمتك بيتي ثم وقعت عليها في بيتي وعلى فراشي ، أما رأيت لي حرمة وحقا ما كنت تصنع هذا بامرأة منهن ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أليس هي جاريتي قد أحلها الله لي فهي حرام علي ألتمس بذلك رضاك فلا تخبري بذلك امرأة منهن ، فأنزل الله عز وجل : ( ياأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ) يعني العسل ومارية ، والله - تعالى - أعلم .