إن أباها وأبا أباها قد بلغ في المجد غايتاها
ولأن اللفظ إذا تعارفه العام صح للمتكلم أن يتكلم به كذلك ، وإن كان فيه نوع خلل إذا كان قصده تفهيم العامة أنه أبلغ في تحصيل المقصود ، وقد فعل ذلك الإمام محمد في مواضع لا يظن به أن ذلك اشتبه عليه اهـ . ونظيره ما اشتهر أن عليا رضي الله عنه كتب اسمه علي بن أبو طالب والله أعلم بالمقاصد والمطالب . قال الطيبي : ونظير التعبير بعليها عن لها قوله تعالى : لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا أي لكم بتضمين معنى الرقيب ، فالمعنى فحفظ عليها حقها قاضيا لها بالغرة ، فعلى هذا الضمير في قوله يعني في الحديث الآتي . على عاقلتها للجانية ، وفي ورثتها للدية ، وفي ولدها للمجني عليها ، وجمع الضمير في معهم ليدل على أن الولد في معنى الجمع ومن معهم هو الزوج بدلالة قوله في الحديث السابق : بأن ميراثها لبنيها وزوجها ، هذا إذا كان الحديثان في قضية واحدة وهو الظاهر وأما إذا كانت في قضيتين فالمعنى بقوله : قضى عليها هي الجانية ، فيكون ميراثها لبنيها وزوجها ، والدية على عصبتها اهـ . والأخير هو المختار عند أصحابنا من شراح الحديث والله تعالى أعلم . ( متفق عليه ) .