3734 - ( وعن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من ابتغى ) ; أي طلب في نفسه ( القضاء ) ; أي الحكومة الشاملة للإمارة ( وسأل ) ; أي وطلبه من الناس وفي رواية : وسأل فيه شفعاء ( وكل ) بضم واو فكاف مخففة مكسورة ( إلى نفسه ) ; أي لم يعنه الله وخلي مع طبعه وما اختاره لنفسه ( ومن أكره عليه ) ; أي واختاره بحكم إجباره ، أو تعينه معتقدا أن الخير فيما اختاره الله له ( أنزل الله عليه ملكا ) ; أي من حيث لا يعلم ( يسدده ) ; أي يحمله على السداد والصواب ، قال الطيبي رحمه الله : وإنما جمع بين ابتغى وسأل ; إظهارا لحرصه ; فإن النفس مائلة إلى حب الرياسة وطلب الترفع على الناس فمن منعها سلم من هذه الآفات ، ومن اتبع هواها وسأل القضاء هلك ، فلا سبيل إلى الشروع فيه إلا بالإكراه وفى الإكراه قمع هوى النفس ، فحينئذ يسدد ويوفق لطريق الصواب ، وإلى هذا نظر من قال : من جعل قاضيا فينبغي أن يموت جميع دواعيه الخبيثة وشهواته الرديئة ، قلت : ويؤيده ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني والبيهقي والطبراني عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10363155من ابتلي بالقضاء بين المسلمين فليعدل بينهم في لحظه وإشارته ومقعده ومجلسه " وفي رواية أخرى للطبراني والبيهقي عنها ; أيضا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10363156من ابتلي بالقضاء بين المسلمين فلا يرفع صوته على أحد الخصمين ما لا يرفع على الآخر " ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ) .