377 - ( وعن شريح ) : مخضرم ثقة كذا في التقريب ( ابن هانئ ) : بالهمز . قال المصنف : هو أبو المقدام الحارثي أدرك زمن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، nindex.php?page=hadith&LINKID=10356360وكنى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أباه هانئ بن يزيد وقال أنت أبو شريح ، وشريح من جملة أصحاب علي رضي الله تعالى عنه ابنه المقدام اهـ . وفيه إشارة إلى أنه تابعي كما هو مصرح في متن منار الأصول بقوله : وأما التابعي فإن ظهرت فتواه في زمان الصحابة كشريح كان مثلهم عند البعض اهـ . فعد المصنف أباه في الصحابة لأنه من المخضرمين كما فعله nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في الاستيعاب اهـ . والحاصل أنه من أجلاء التابعين والمجتهدين . ( قال : سألت عائشة بأي شيء ) ؟ أي : من الأفعال ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10356361كان يبدأ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذا دخل بيته ؟ قالت : بالسواك ) : أي : يبدأ به ، وفي السواك فوائد كثيرة منها إزالة التغير الحاصل بالسكوت قال الطيبي : إذ الغالب أنه عليه الصلاة والسلام لا يتكلم في الطريق . قال ابن الملك : وفيه نظر ; لأن الطريق من المسجد إلى حجرته ريب ، فالأولى حمله على المبالغة في النظافة أو غيرها من الفوائد ، فإنه قيل فيه سبعون فائدة أدناها أن يذكر الشهادة عند الموت ، وفي الأفيون سبعون مضرة أقلها نسيان الشهادة ، نسأل الله العافية ، ثم رأيت ابن حجر قال : فيتأكد لكل من دخل منزله أن يبدأ بالسواك فإنه أزيد في طيب فمه ، وأدعى لمعاشرة أهله ، وأذهب بما عساه حدث بفمه من تغير كريه ، سيما إذا طال سكوته ، وهذا أولى [ ص: 396 ] من قول بعضهم : إنما فعل عليه الصلاة والسلام ذلك لأن الغالب أنه كان لا يتكلم في طريق ، والفم يتغير بالسكوت فيستاك ليزيله وهو تعليم لأمته ، فمن سكت ثم أراد التكلم مع صاحبه يستاك لذلك لئلا يتأذى من رائحة فمه اهـ .
ومما يرد ذلك أن أصحابنا جعلوا التأكيد للداخل المنزل غير التأكيد للسكوت فجعلوهما سببين مختلفين ، فدل على أن العلة في الأول غير السكوت وهو ما قدمته فتأمله . قلت : وكذا صرح أصحابنا به . قال ابن الهمام : الحق أن السواك من مستحبات الوضوء أي : لا من سننه كما ذكره الجمهور ، ويستحب في خمسة مواضع : اصفرار السن ، وتغير الرائحة ، والقيام من النوم ، والقيام إلى الصلاة ، وعند الوضوء ، والاستقراء يفيد غيرها . ومنها أول ما يدخل البيت ، مما يدل على محافظته على السواك استياكه السواك عبد الرحمن بن أبي بكر عند وفاته في الصحيحين ( رواه مسلم ) .