3815 - ( وعن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله كان رجع من غزوة تبوك ) : وفي نسخة بالتنوين ، وهي أرض بين الشام والمدينة ( فدنا من المدينة ) : أي : قاربهم ( فقال : إن بالمدينة أقواما ) : أي : جماعات ممن يتمنون الغزو ، ويحدثون أنفسهم بالخروج ، ولهم مانع ضروري ( ما سرتم مسيرا ) : أي : سيرا ، أو مكانا ( ولا قطعتم واديا ) : تخصيص لكون قطع الوادي أشق ، وليدل على الاستيفاء ( إلا كانوا معكم ) : أي : بالقلب والهمة والدعاء والنية ( وفي رواية : إلا شركوكم ) : بكسر الراء ففي القاموس شركه في البيع والميراث كعلمه يشركه [ ص: 2472 ] بالكسر ، والمعنى شاركوكم في الأجر ) : وإنما التفاوت في زيادة العمل المقتضي زيادة الثواب ( قالوا : يا رسول الله ! وهم بالمدينة ؟ قال : وهم بالمدينة حبسهم العذر ) : قال الطيبي : يدل هذا على أن القاعدين الأضراء يشاركون المجاهدين في الأجر ، ولا يدل على استوائهما فيه ، والدال على نفي الاستواء قوله تعالى : ( فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ) وقوله تعالى : ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) درجات ; أي على غير الأضراء ، أو فضل الله المجاهدين على القاعدين والأضراء درجة وهي الغنيمة ونصرة دين الله تعالى في الدنيا ، وفضل الله المجاهدين عليهم درجات في العقبى . قال النووي : فيه فضيلة النية في الخير ، وأن من نوى غزوا ، أو غيره من الطاعات فعرض له عذر منعه حصل له ثواب نيته ، وأنه كلما أكثر التأسف على فوات ذلك ، أو تمنى كونه من الغزاة ونحوهم كان أكثر ثوابا ( رواه البخاري ) : أي : عن أنس ، وكذا أبو داود .