صفحة جزء
الفصل الثاني

3819 - عن عمران بن حصين رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين على من ناوأهم ، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال " . رواه أبو داود .


الفصل الثاني

3819 - ( عن عمران بن حصين رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ) : أي : على تحصيله ، وإظهاره ( ظاهرين ) : أي : غالبين منصورين ، أو معروفين مشهورين ( على من ناوأهم ) : قال التوربشتي : أي : غالبين على من عاداهم ، والمناوأة المعاداة ، والأصل فيه الهمز ; لأنه من النوء وهو النهوض ، وربما يترك همزه ، وإنما استعمل ذلك في المعاداة ; لأن كل واحد من المتعاديين ينهض إلى قتال صاحبه . وفي شرح مسلم ، هو بهمزة بعد الواو ، وهو مأخوذ من ناء إليهم وناءوا إليه ; أي : نهضوا للقتال . وفى النهاية : النواء والمناواة المعاداة . وفي القاموس : ناء نهض بجهد ومشقة وناواه مناواة فاخره وعاداه اه . فالأولى أن يقرأ لفظ الحديث بالهمز ، ولا يلتفت إلى أكثر النسخ حيث لم يضبطوا به ، فإن الرسم واحد . قال الطيبي : قد سبق في الفصل الأول أن تنزيل أمثال هذا الحديث على الطائفة المنصورة من أهل الشام أولى وأحرى اه . والأولى أن يقال : من جهة الشام ليدخل أهل الروم في المراد ، فإنهم القائمون في هذا الزمان بهذه الوظيفة الشريفة حق القيام نصرهم الله وخذل أعداءهم اللئام إلى يوم القيامة ، ( حتى يقاتل آخرهم ) : أي : المهدي وعيسى عليه السلام وأتباعهما ( المسيح الدجال ) : ويقتله عيسى عليه السلام بعد نزوله من السماء على المنارة البيضاء شرقي دمشق بباب له من بيت المقدس حين حاصر المسلمين ، وفيهم المهدي ، وبعد قتله لا يكون الجهاد باقيا ، أما على يأجوج ومأجوج ، فلعدم القدرة والطاقة عليهم وبعد إهلاك الله إياهم لا يبقى على وجه الأرض كافر ما دام عيسى عليه السلام حيا في الأرض ، وأما بعد موته عليه السلام وكفر من كفر بعده ، فلموت المسلمين كلهم عن قريب بريح طيبة ، وبقاء الكفار بحيث لا تقوم الساعة ، وفى الأرض من يقول : الله . فما وقع في بعض الأحاديث كما رواه الحاكم ، يحمل على قربها ، فإن خروج الدجال من أشراطها ، وسيجيء تفصيل هذا المبحث في حديث الدجال إن شاء الله تعالى ( رواه أبو داود ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية