3862 - ( وعنه ) : أي : عن عتبة بن عامر رضي الله عنه ( قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ستفتح عليكم الروم ) : أي : بفتح الله ونصره ( ويكفيكم الله ) : أي : شرهم بقوته وقهره ، لكن ثوابكم وأجركم مترتب على سعيكم وكسبكم ( فلا يعجز أحدكم ) : بصيغة النهي ، وفي نسخة بالنفي ، وفي شرح مسلم هو بكسر الجيم على المشهور وبفتحها لغة ، والمعنى لا يكسل أحدكم ( من أن يلهو ) : أي : يشتغل ، أو يلعب ( بأسهمه ) : أي : مع قسيه بنية الجهاد مع أهل الروم وغيرهم من ذوي العناد ( رواه مسلم ) : وفي الجامع الصغير بلفظ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10363405ستفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه " رواه أحمد ومسلم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر قال المظهر : يعني أهل الروم غالب حربهم الرمي ، وأنتم تتعلمون الرمي ليمكنكم محاربة أهل الروم وستفتح عليكم ، ويدفع الله عنكم شر أهل الروم ، فإذا فتح لكم الروم فلا تتركوا الرمي وتعلمه بأن تقولوا : لم نكن نحتاج في قتالهم إلى الرمي ، بل تعلموا الرمي ، وداوموا عليه ، فإن الرمي مما يحتاج إليه أبدا . وقال الأشرف : أي : لا ينبغي أن يعجز أحدكم عن تعلم الرمي ، حتى إذا حان وقت فتح الروم أمكنه العون على الفتح ، وهذا حث وتحريض منه صلوات الله عليه على تعلم الرمي ، والمعنى : له أن يلعب بها وليس ممنوعا عنه . قال الطيبي : لعل الأوجه التوجيه الثاني فإن الفاء في قوله : فلا يعجز سببية كأنه قيل : إن الله سيفتح لكم عن قريب الروم وهم رماة ، ويكفيكم الله تعالى بواسطة الرمي شرهم ؛ فإذن لا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه ; أي : عليكم أن تهتموا بشأن النضال ، وتمرنوا فيه ، وعضوا عليه بالنواجذ ، حتى إذا زاولتم محاربة الروم تكونوا متمكنين ، وإنما أخرجه مخرج اللهو إمالة للرغبات إلى تعلم الرمي وإلى الترامي والمسابقة ، فإن النفوس مجبولة على ميلها إلى اللهو .