3893 - ( وعن عبد الله بن عمر ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لو يعلم الناس ما في الوحدة ) : أي : من الضرر الديني والدنيوي لشغل باله وعدم مؤنس بحاله ( ما أعلم ) : أي : مقدار ما أعلمه و ( ما ) فيهما موصولة والثانية بدل من الأولى ونافية في قوله : ( ما سار راكب بليل وحده ) : أي : منفردا . وقال الطيبي : ( ما ) في الوحدة استفهامية علق العلم عن العمل ، والثانية موصولة ، والثالثة نافية . قال المظهر : فيه مضرة دينية إذ ليس من يصلي معه بالجماعة ومضرة دنيوية إذ ليس من يعينه في الحوائج . قال الطيبي : وكان من حق الظاهر أن يقال ما سار أحد وحده ، فقيده بالراكب والليل ; لأن الخطر بالليل أكثر ، فإن انبعاث الشر فيه أكثر ، والتحرز منه أصعب ، ومنه قولهم : الليل أخفى للويل ، وقولهم : أعذر الليل ; لأنه إذا أظلم كثر فيه العذر ، لاسيما إذا كان راكبا فإن له خوفا ، وجل المركوب من النفور من أدنى شيء والتهوي في الوهدة بخلاف الراجل اهـ . ويمكن أن يكون التقييد بالراكب ليفيد أن الراجل ممنوع بطريق الأولى ، ولئلا يتوهم أن الوحدة لا تطلق على الراكب كما لا يخفى . ( رواه البخاري ) وكذا أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه بلفظ : " لو يعلم الناس من الوحدة ما أعلم " الحديث على ما في الجامع الصغير .