3940 - ( وعن أنس رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغزو ) : أي : يسافر للغزو مصاحبا ( بأم سليم ) : بالتصغير ; أي : أم أنس ، قال النووي : وهي بنت ملحان بكسر الميم ، وفي اسمها خلاف تزوجها مالك بن النضر أبو أنس بن مالك ، فولدت له أنسا ، ثم قتل عنها مشركا وأسلمت ، فخطبها أبو طلحة وهو مشرك فأبت ودعته إلى الإسلام فأسلم فقالت : إني أتزوجك ولا آخذ منك صداقا لإسلامك ، فتزوجها أبو طلحة ، روى عنها خلق كثير . ( ونسوة ) : بالجر ; أي : وبجماعة من النساء ( من الأنصار معه ) : تأكيد للمصاحبة ، وفي نسخة بالرفع فالجملة حالية . قال الطيبي : إن روي بالجر عطفا على أم سليم لم يكن لقوله معه زيادة فائدة ; لأن الباء في بأم سليم بمعناه ، فالوجه أن يكون مرفوعا على الابتداء ومعه خبره ، والجملة حالية ( إذا غزا ) : أي : النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه ( يسقين ) : بفتح أوله وضمه ; أي : النساء يسقين ( الماء ) : للغزاة ( ويداوين الجرحى ) : أي : المجروحين منهم ، وفي نسخة فيسقين فإذا ظرفية للمعية وعلى الأول شرطية قال النووي : هذه المداواة لمحارمهن وأزواجهن وما كان منها لغيرهم لا يكون فيه مس بشرة إلا موضع الحاجة . وقال ابن الهمام : الأولى في إخراج النساء العجائز للمداواة والسقي ، ولو احتيج إلى المباضعة فالأولى إخراج الإماء دون الحرائر ، ولا يباشرن القتال ; لأنه يستدل به على ضعف المسلمين إلا عند الضرورة ، وقد قاتلت أم سليم يوم حنين ، وأقرها النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال : لمقامها خير من مقام فلان يعني بعض المنهزمين . ( رواه مسلم ) .