3965 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=67جبير ) : بالتصغير ( بن مطعم ) : بكسر العين رضي الله عنه ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في أسارى بدر ) : أي في شأنهم لو كان المطعم بن عدي حيا ، ثم كلمني ) : أي شفاعة إلى ( هؤلاء النتنى ) : جمع نتن بالتحريك بمعنى منتن ؛ كزمن وزمنى ، وإنما سماهم نتنى إما لرجسهم الحاصل من كفرهم على التمثيل ، أو لأن المشار إليه أبدانهم وجيفهم الملقاة في قليب بدر ( لتركتهم له ) ; أي لأجله . قال القاضي : هو مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ، وابن عم جد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكان له يد عند رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - إذ جاره حين رجع من الطائف وذب المشركين عنه ، فأحب أنه إن كان حيا فكافأه عليها بذلك ، ويحتمل أراد به تطييب قلب ابنه جبير وتأليفه على الإسلام ، تعريض بالتعظيم لشأن الرسول وتحقير حال هؤلاء الكفرة من حيث إنه لا يبالي بهم وبتركهم لمشرك كانت له عنده يد اهـ .
قيل : وفيه بيان حسن المكافأة وجواز فرض المحال . قال ابن الهمام : واستدل به على جواز المن على مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي خلافا لباقي الأئمة ، والعجب من قول شارح بهذا لا يثبت المن ; لأن ( لو ) لامتناع الشيء لامتناع غيره يعني فيفيد امتناع المن ، ولا يخفى على من له أدنى بصر بالكلام أن التركيب إخبار بأنه لو كلمه لتركهم وصدقه واجب ، وهو بأن يكون المن جائزا ، فقد أخبر بأنه كان يطلقهم لو سألهم ; إياه والإطلاق على ذلك التقدير لا يثبت منه إلا وهو جائز شرعا ، وكونه لم يقع لعدم وقوع ما علق عليه لا ينفي جوازه شرعا وهو المطلوب اهـ . فما اشتهر على لسان المنطقيين أن " لو " الشرطية غير لازمة للوقوع إنما يصح إذا ورد على لسان غير الشارع ( رواه البخاري ) ; أي عن جبير ، وقد سمع هذا الحديث وهو كافر من النبي - صلى الله عليه وسلم - وحدث به عنه وهو مسلم ، فإنه قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في فداء أسارى بدر ، فسمعته يقرأ في المغرب بالطور ، ولم أسلم يومئذ ، قال : لو كان مطعم حيا إلخ . وفي رواية : سمعته يقرأ في المغرب والطور ، فلما بلغ هذه الآية : أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون كاد قلبي أن يطير .