لما دعا الله داعينا لدعوته بأفضل الرسل كنا أفضل الأمم
( " وأحل لنا الغنائم " ) : يعني أن هذا من خصائصنا ، وفيه إيماء إلى أن علة الاختصاص هي الأفضلية ، وهي لا تنافي علة أخرى حيث ورد : إنه أحلها لنا لعجزنا وضعفنا . قال الطيبي : عطف أحل على فضل على طريقة الحصول والوجود ، وفوض ترتب الثاني على الأول إلى ذهن السامع ، كما في قوله تعالى ( ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله ) وفي " لنا " على التقديرين تعظيم ، وأما على الأول فظهر ; لأن العدول إلى ضمير الجمع مشعر بالتعظيم ، وأما على الثاني فإنه صلى الله عليه وسلم أدخل نفسه الزكية في غمار الأمة ، وفي هذا الحديث ، وفي الحديث الأول من الباب وهو قوله : ذلك بأن الله رأى ضعفنا وعجزنا أن الفضيلة عند الله تعالى هي إظهار الضعف والعجز بين يدي الله تعالى . قلت : أو إشعار بأن الفضل وهبي لا كسبي وأن الله يرزق الضعيف بحيث يستعجب القوي ، ويدل عليه ما سيأتي في الحديث الأول من باب ثواب هذه الأمة . ( رواه ) . الترمذي