4045 - ( وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت في بيعة النساء ) أي : في سببها وكيفيتها ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحنهن ) أي : المؤمنات كلهن ، أو الواردات من مكة في صلح الحديبية وهو الظاهر لقوله : يمتحنهن بهذه الآية ، فإنه تفسير لقوله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ) الآية .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم معتمرا حتى إذا كان بالحديبية صالحه مشركو مكة على أن من أتاه من أهل مكة رده إليهم ومن أتى أهل مكة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : لن يردوه عليه ، وكتبوا عليه كتابا ، وختموا عليه فجاءت سبيعة بنت الحارث الأسلمية مسلمة بعد الفراغ من الكتاب ، فأقبل زوجها مسافر من بني مخزوم ، وقال مقاتل : هو صيفي بن الواهب في طلبها ، وكان كافرا فقال : يا محمد اردد علي امرأتي فإنك قد شرطت أن ترد علينا من أتاك منا ، وهذه طينة الكتاب لم تجف بعد فأنزل الله عز وجل : ( ياأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات ) أي : من دار السلام ( فامتحنوهن ) قال ابن عباس : امتحانا أن تستحلف ما خرجت لبغض زوجها ، ولا عشقا لرجل من المسلمين ، ولا رغبة بأرض عن أرض ، ولا لحدث أحدثت ولا التماس الدنيا ، ولا خرجت إلا حبا لله ورسوله ورغبة في الإسلام ، فاستحلفها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك ، فحلفت فلم يردها ، وأعطى زوجها مهرها وما أنفق عليها ، فتزوجها عمر رضي الله عنه كذا في المعالم .