صفحة جزء
4270 - وعن جابر ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على رجل من الأنصار ، ومعه صاحب له ، فسلم فرد الرجل وهو يحول الماء في حائط ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " إن كان عندك ماء بات في شنة وإلا كرعنا ؟ " فقال : عندي ماء بات في شن ، فانطلق إلى العريش فسكب في قدح ماء ، ثم حلب عليه من داجن ، فشرب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أعاد فشرب الرجل الذي جاء معه . ( رواه البخاري ) .


4270 - ( وعن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على رجل من الأنصار ) : قيل : هو أبو الهيثم المذكور سابقا ( ومعه ) : أي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ( صاحب له ) ، وهو أبو بكر - رضي الله تعالى عنه ، واقتصر عليه لأنه المخصوص بأنه صاحبه على ما يشير إليه قوله تعالى : إذ يقول لصاحبه ، ( فسلم ) : أي النبي - صلى الله عليه وسلم - ( فرد الرجل ) : أي جوابه ( وهو يحول الماء ) : بتشديد الواو أي ينقله من عمق البئر إلى ظاهرها ، قاله التوربشتي : أو يجري الماء من جانب إلى آخر ، قاله المظهر . ( في حائط ) : أي بستان له ( فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : ( إن كان عندك ماء بات في شنة ) : بفتح الشين المعجمة والنون المشددة أي قربة عتيقة ، وهي أشد تبريدا للماء من الجديد على ما في النهاية ، وجواب الشرط مقدر أي فأعطنا ( وإلا ) : إن فيه شرطية أدغمت في " لا " النافية ، فحذفت خطا كما حذفت لفظا أي وإن لا تعطناه ( كرعنا ) بفتح الراء أي شربنا من الكرع ، وهو موضع يجتمع فيه ماء السماء ، أو من الجدول وهو النهر الصغير ، أو تناولنا من النهر بلا كف ولا إناء قيل : الكرع تناول الماء بالفم من غير إناء ولا كف ، كشرب البهائم لإدخالها إكراعها في الماء وشربها بفمها .

قال السيوطي : ورد النهي عن الكرع في حديث ابن ماجه ، وهو للتنزيه ، فما هنا لبيان الجواز ، أو ذاك محمول على ما إذا انبطح الشارب على بطنه ، ( فقال ) : أي الأنصاري ( عندي ماء بات في شن ) : هو بمعنى شنة ( فانطلق إلى العريش ) : وهو السقف في البستان بالأغصان ، وأكثر ما يكون في الكروم يستظل به ، ذكره الطيبي وغيره ، وأصله من " عرش " أي بنى ، كذا قال بعضهم ، ويمكن أن يكون العريش بمعنى المعروش وهو المرفوع ، ومنه قوله تعالى : معروشات وغير معروشات ، ( فسكب ) : أي فصب الأنصاري ( في قدح ماء ) : أي بعض ماء ( ثم حلب عليه ) : أي على الماء لبنا ( من داجن ) : أي شاة تعلف في المنزل ولا تخرج إلى الرعي ، وقيل : هي التي ألفت البيوت واستأنست ، من دجن بالمكان إذا أقام به ، ( فشرب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أعاد ) : أي الأنصاري الماء مع اللبن ( فشرب الرجل الذي جاء معه ) : أي من أصحابه - صلى الله عليه وسلم - ( رواه البخاري ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية