صفحة جزء
الفصل الثاني

4328 - عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : كان أحب الثياب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القميص .

رواه الترمذي ، وأبو داود .


الفصل الثاني

4328 - ( عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : كان أحب الثياب ) : بالرفع والنصب والأول أظهر وأشهر ; ولذا لم يتأخر ، والثوب اسم لما يستر به الشخص نفسه مخيطا كان أو غيره ، وجمعه الثياب بإبدال الواو ياء لإنكار ما قبلها ، و " أحب " أفعل بمعنى المفعول أي أفضلها ( إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القميص ) بالنصب أو الرفع على ما تقدم ، على أن الأول اسم كان ، والثاني خبرها ، أو بالعكس . والقميص : اسم لما يلبس من المخيط [ ص: 2772 ] الذي له كمان وجيب ، هذا وقد قال ميرك قي شرح الشمائل : نصب القميص هو المشهور في الرواية ، ويجوز أن يكون القميص مرفوعا بالاسمية ، وأحب منصوبا بالخبرية ، ونقل غيره من الشراح أنهما روايتان . قال الحنفي : والسر فيه أنه إن كان المقصود تعيين الأحب ، فالقميص خبره ، وإن كان المقصود بيان حال القميص عنده - عليه السلام - فهو اسمه ، ورجحه العصام بأن أحب وصف ، فهو أولى بكونه حكما ، وأما ترجيحه بأنه أنسب بالباب لأنه منعقد لإثبات أحوال اللباس ، فجعل القميص موضوعا ، وإثبات الحال له أنسب من العكس ، فليس بذاك ; لأن أم سلمة لم تذكر الحديث في الباب المنعقد للباس ، ثم المذكور في المغرب أن الثوب ما يلبسه الناس من الكتان والقطن والصوف والخز والفراء ، وأما الستور فليس من الثياب والقميص على ما ذكره الجزري وغيره ثوب مخيط بكمين غير مفرج يلبس تحت الثياب . وفي القاموس : القميص معلوم ، وقد يؤنث ولا يكون إلا من القطن ، وأما الصوف فلا اهـ . ولعل حصره المذكور للغالب في الاستعمال ، لكن الظاهر أن كونه من القطن مرادا هنا ؛ لأن الصوف يؤذي البدن ويدر العرق ، ورائحته يتأذى بها ، وقد أخرج الدمياطي : كان قميص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطنا قصير الطول والكمين ، ثم قيل وجه أحبية القميص إليه - صلى الله عليه وسلم - أنه أستر للأعضاء من الإزار والرداء ; لأنه أقل مؤنة وأخف على البدن ولابسه أكثر تواضعا . ( رواه الترمذي ) : أي بطرق متعددة ( وأبو داود ) . وكذا الحاكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية