صفحة جزء
4528 - وعن أم سلمة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة - تعني صفرة - فقال : " استرقوا لها ، فإن بها النظرة " . متفق عليه .


4528 - ( وعن أم سلمة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى في بيتها جارية ) : أي : بنتا أو مملوكة ( في وجهها سفعة ) : بفتح أوله ويجور ضمه ذكره السيوطي ، وفي النهاية أي : علامة ، من الشيطان ، وقيل ضربة واحدة منه ، وهي المرة من السفع ، وهو الأخذ ، وقيل السفعة العين . قال الطيبي : ويؤيد الأول تفسير الراوي ( تعني صفرة ) : أي : تريد أم سلمة بقولها سفعة صفرة بضم أوله ( فقال : استرقوا ) ؟ أي : اطلبوا الرقية أو من يرقي : ( لها ) أي : للجارية ( فإن بها النظرة ) : وفي النهاية : المعنى أن السفعة أدركتها من قبل النظرة فاطلبوا لها الرقية اهـ . والمعنى : أنها أصابتها العين من الجن قاله بعض الشراح ، وقد قيل : عيون الجن أنفذ من أسنة الرماح . وقال السيوطي : أن العين من الإنس أو الجن ( متفق عليه ) : قال في النهاية : جاء هذا الحديث من الأمر بالرقية ومن النهي قوله : " لا يسترقون ولا يكتوون " . والأحاديث في القسمين كثيرة ، ووجه الجمع بينهما أن الرقى يكره منها ما كان بغير اللسان العربي ، وبغير أسماء الله تعالى وصفاته وكلامه في كتبه المنزلة ، وإن اعتقد أن الرقية نافعة لا محالة فيتكل عليها وإياها أراد بقوله : ما توكل من استرقى ، ولا يكره منها ما كان على خلاف ذلك كالتعوذ بالقرآن ، وأسماء الله تعالى ، والرقى بالمروية . لذلك قال - صلى الله عليه وسلم - للذي رقى بالقرآن وأخذ عليه أجرا : " من أخذ برقية باطل فقد أخذت برقية حق " .

التالي السابق


الخدمات العلمية