4637 - ( وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=10364936إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا : وعليكم ) : بالواو وفي بعض الروايات : عليكم بدون الواو ، وخطاب الجمع لمقابلة الجمع ، والمعنى : إذا سلم عليكم أحد منهم فقولوا : وعليك أو عليك ، ولهذا عبر الجزري في الحصن هكذا حيث قال : رد على أهل الكتاب بقوله : عليك . رواه مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، أو وعليك رواه الشيخان وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، والكل عن ابن عمر ، فرواية الواو أكثر . قال النووي : اتفقوا على الرد على أهل الكتاب إذا سلموا ، لكن لا يقال لهم وعليكم السلام ، يعني : ولا عليكم السلام ولا عليك السلام بقرينة قوله : بل يقال عليكم فقط ، أو وعليكم يعني : إذا كانوا جماعة ، وأما إذا كان منفردا فلا يأتي بصيغة الجمع لإيهامه التعظيم ، وإن كان المراد عليكم ما تستحقونه من إرادة التعظيم . قال : وقد جاءت الأحاديث التي ذكرها مسلم عليكم وعليكم بإثبات الواو وحذفها ، وأكثر الروايات : وعليكم بإثباتها ، وعلى هذا ففي معناه وجهان ، أحدها : أنه على ظاهره فقالوا : عليكم الموت ، فقال : وعليكم أيضا ، أي : نحن وأنتم فيه سواء كلنا نموت . والثاني : أن الواو هنا للاستئناف لا للعطف والتشريك ، وتقديره وعليكم ما تستحقونه من الذم .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : اختار بعض العلماء منهم nindex.php?page=showalam&ids=13057ابن حبيب المالكي حذف الواو ، لئلا تقتضي التشريك ، أي : الصوري ، وقال غيره : بإثباتها كما هي في الروايات أي : أكثرها ، وقال بعضهم ، يقول : وعليكم السلام بكسر السين ، أي : الحجارة ، وهذا ضعيف ، أي : رواية ودراية . قال الخطابي : حذف الواو هو الصواب ، أي : الأصوب ، ولعله أراد المبالغة . قال : لأنه صار كلامهم بعينه مردودا عليهم خاصة ، وإذا أثبتت اقتضت المشاركة معهم فيما قالوه . قال النووي : والصواب أن إثبات الواو وحذفها جائزان ، كما صرحت به الروايات ، وإثباتها أجود ولا مفسدة فيه ; لأن السام الموت وهو علينا وعليهم فلا ضرر فيه . قال التوربشتي : إثبات الواو في الرد عليهم إنما يحمل على معنى الدعاء لهم بالإسلام ، فإنه مناط السلامة في الدارين إذا لم يعلم منهم تعريض بالدعاء علينا ، وأما إذا علم ذلك فالوجه فيه أن يكون التقدير : وأقول عليكم ما تستحقونه ، وإنما اختار - صلى الله عليه وسلم - هذه الصيغة ليكون أبعد عن الإيحاش ، وأقرب إلى الرفق ، فإن رد التحية يكون إما بأحسن منها ، أو بقولنا : وعليك السلام ، والرد عليهم بأحسن مما حيونا به لا يجوز لنا ، ولا رد بأقل من قولنا : وعليك ، وأما الرد بغير الواو فظاهر أي : عليكم ما تستحقونه .
قال القاضي : وإذا علم التعريض بالدعاء علينا ، فالوجه أن يقدر وأقول عليكم ما تريدون بنا أو ما تستحقونه ، ولا يكون وعليكم عطفا على عليكم في كلامهم ، وإلا لتضمن ذلك تقرير دعائهم ، ولذا قال في الحديث الذي قبله : فقل عليك بغير واو ، وقد روي ذلك بالواو أيضا .
قال الطيبي : السام الموت وألفه منقلبة عن واو . قلت : هذا الأصل فرع إثبات كونه عربيا ولم يذكر في كتب اللغة ، نعم في النهاية السأم عليكم ، روي بالهمز أي : تسآمون دينكم ، والمشهور بلا همز أي : الموت ، والظاهر أنه بلغة اليهود ، ومن جملة ما قال تعالى في ذمهم : ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ، ولا يبعد أن يريدوا بذلك تغيير اللفظ المشعر بالسلامة عن صرافته ، وإرادة اللفظ المهمل المشابه باللغو . قال الطيبي : رواه قتادة مهموزا وقال معناه : تسأمون دينكم ، ورواه غيره السام وهو الموت ، فإن كان عربيا فهو من سام يسوم إذا مضى ; لأن الموت مضى اهـ ، وهو غير مذكور في القاموس ، وإنما ذكر سوم فلانا : خلاه ، ولعل هذا أقرب مأخذا للمعنى . ( متفق عليه ) : وفي الجامع الصغير بلفظ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10364937إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا وعليكم " رواه أحمد والشيخان nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي عن أنس .