4669 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر - رضي الله تعالى عنه - ) أي : ابن عبد الله صحابيان جليلان ، قتل أبوه في أحد ( قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في دين كان على أبي ) ، وسيأتي حديثه في الفصل الأول من باب المعجزات ( فدققت الباب ) أي : بلطف كضرب الأظافير على ما هو دأب أرباب الألباب . ( فقال : من ذا ؟ ) ، أي : الذي يدق ( قلت ) : وفي نسخة صحيحة : فقلت ( أنا ) : يقرأ بالألف وقفا وبحذفه وصلا ( فقال : أنا ! أنا ) : مكرر للإنكار عليه . قال الطيبي : أي : قولك أنا مكروه فلا تعدو الثاني تأكيد . ( كأنه كرهها ) . أي : كلمة أنا ، فإنه لم يستأذن بالسلام ، بل بالدق ؛ ذكره البرماوي ، أو لأن قوله من ذا استكشاف للإبهام ، وقوله : أنا لم يزل به الإشكال والإبهام ; لأنه بيان عند المشاهدة لا عند الغيبة ، وكان حق الجواب أن يقول : جابر ، أو أنا جابر ، وهذا معنى ما قال شارح ; لأن قوله أنا لا يشعر بصاحبه . قلت : اللهم إلا إذا كان من أهل البيت ممن يعرف بصوته على ما هو المتعارف ، إذ لا شك أنه لو عرفه - صلى الله عليه وسلم - بصوته لما أنكره عليه لحصول المقصود به ، ثم قال : أو لأن فيه تعظيما فلم ير التكلم بلفظ ليس فيه تواضع اهـ .
وفيه أنه لو قال : أنا جابر لم يكن يكرهها . وقال النووي وإنما كره ; لأنه لم يحصل بقوله أنا فائدة تزيل الإبهام ، بل ينبغي أن يقول فلان باسمه ، وإن قال : أنا فلان فلا بأس ، كما قالت أم هانئ حين استأذنت ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " من هذه ؟ " فقالت : أنا أم هانئ ، ولا بأس أن يصف نفسه بما يعرف إذا لم يكن منه بد ، وإن كان صورة لها فيه تبجيل وتعظيم بأن يكني نفسه ، أو يقول أنا المفتي فلان أو القاضي أو الشيخ اهـ . والحاصل أن المقصود المعرفة ليترتب عليه الإذن وعدمه ( متفق عليه ) .