4698 - ( عن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال : لم يكن شخص أحب إليهم ) أي : إلى الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ( من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكانوا ) أي : جميعهم ( إذا رأوه ) أي : مقبلا
[ ص: 2974 ] ( لم يقوموا ، لما يعلمون من كراهيته لذلك ) . أي : لقيامهم تواضعا لربه ومخالفة لعادة المتكبرين والمتجبرين ، بل اختار الثبات على عادة العرب في ترك التكلف في قيامهم وجلوسهم ، وأكلهم وشربهم ، ولبسهم ومشيهم ، وسائر أفعالهم وأخلاقهم ، ولذا روي : " أنا وأتقياء أمتي برآء من التكلف " . قال الطيبي : ولعل الكراهية بسبب المحبة المقتضية للاتحاد الموجب لرفع التكلف والحشمة ، ويدل عليه قوله : لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وقال الإمام أبو حامد : مهما تم الاتحاد خفت الحقوق بينهم مثل القيام والاعتذار والثناء ، فإنه وإن كانت من حقوق الصحبة ، لكن في ضمنها نوع من الأجنبية والتكلف ، فإذا تم الاتحاد انطوى بساط التكلف بالكلية ، فلا يسلك به إلا مسلك نفسه ; لأن هذه الآداب الظاهرة عنوان الآداب الباطنة ، فإذا صفت القلوب بالمحبة استغنت عن تكلف إظهار ما فيها ، والحاصل أن القيام وتركه مختلف بحسب الأزمان والأشخاص والأحوال والله أعلم . ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ) .