4714 - ( وعن قيلة - رضي الله تعالى عنها - ) : بفتح قاف وسكون تحتية ( بنت مخرمة ) : بسكون خاء معجمة بين فتحات ، قال المؤلف : تميمية روت عنها صفية ودحيبية ابنتا عليبة ، وكانتا من ربيبتيها وهي جدة أبيهما ولها صحبة . ( أنها رأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد وهو قاعد ) أي : جالس ( القرفصاء ) : بالنصب على أنه مفعول مطلق وهو ممدود ، وفي نسخة مقصور . قال السيوطي : هو بضم القاف والفاء بينهما راء ساكنة ثم صاد مهملة ، ومد : جلسة المحتبي أن يدير ذراعيه ويديه على ساقيه . وقال الجوهري : القرفصاء ضرب من القعود يمد ويقصر ، فإذا قلت : قعد القرفصاء ، فكأنك قلت قعودا مخصوصا ، وهو أن يجلس على أليتيه ويلصق فخذيه ببطنه ، ويحتبي بيديه ويضعهما على ساقيه ، وقيل : هو أن يجلس على ركبتيه متكئا ويلصق بطنه لفخذيه ويتأبط كفيه ، وفي القاموس القرفصاء مثلثة القاف والفاء مقصورة ، والقرفصاء بالضم ، والقرفصاء بضم القاف والراء على الإتباع . ( قالت : فلما رأيت ) أي : أبصرت ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتخشع ) أي : الخاشع الخاضع المتواضع . الظاهر أنه حال على ما جوزه الكوفيون في قول لبيد :
وأرسلها العراك و لم يذدها
.
مع أن تأويل البصريين قد يأتي هنا أيضا بأنه معرفة موضوعة موضع النكرة ، بمعنى أن اللام للعهد الذهني أو زائدة ، وإنما اخترنا الحالية على الوصفية مع أنه لا مانع ؛ لأن معنى الحال في هذا المقام أظهر ، فتأمل وتدبر . وقال التوربشتي : يجوز أن يكون نعتا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن يكون مفعولا ثانيا ، ويكون التقدير : الرجل المتخشع . وقال القاضي : " المتخشع " صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يجوز أن يجعل ثاني مفعولي رأيت ؛ لأنه هاهنا بمعنى أبصرت . قال الطيبي : سلك الشيخ التوربشتي مسلك التجريد جرد من ذاته الزكية الرجل المتخشع وجعله شخصا آخر ، وهو مبالغة لكمال التخشع فيه وإلقاء رداء الهيبة عليه ، ومن ثم قالت : ( أرعدت من الفرق ) : ونحوه قوله تعالى : فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ، الكشاف : قرأ عبيد بن عمير " وردة " بالرفع بمعنى فحصلت سماة وردة ، وهو من الكلام الذي يسمى التجريد كقوله : فلئن بقيت لأرحلن بغزوةتحوي الغنائم أو يموت كريم
والتفعيل هنا ليس للتكلف ، بل هو لزيادة المعنى والمبالغة ، كما في أسماء الله تعالى نحو المتكبر اهـ . وقولها : أرعدت بصيغة المجهول ، أي : أخذتني الرعدة والاضطراب والحركة من الفرق بفتحتين ، أي : من أجل الخوف والمعنى : هبته مع خضوعه وخشوعه . ( رواه أبو داود ) .