4760 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يقولن أحدكم عبدي " ) أي : يا عبدي أو عبدي فلان ؛ دفعا لتوهم الشركة في العبودية أو في حقيقة العبدية وكذا قوله : ( وأمتي ) في الإعراب ، والمعنى : فإن الأمة هي المملوكة على ما في القاموس ولا ملك في الحقيقة إلا له سبحانه وتعالى ( كلكم ) : استئناف تعليل ، والمعنى : كل رجالكم ( عبيد الله ) بقرينة المقابلة بقوله : ( وكل نسائكم إماء الله ) . ويحتمل أن
[ ص: 3001 ] يكون الأول عاما على وجه التغليب ، والثاني تخصيصا بعد تعميم ، ويؤيد التوجيه السابق قوله تعالى : وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ، ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10365165ولكن ليقل غلامي وجاريتي ) أي : بدلا عن عبدي وأمتي وكذا قوله : ( وفتاي و فتاتي ) . فالواو بمعنى " أو " وهما بمعنى الشاب أو الشابة بناء على الغالب في الخدم ، أو القوي والقوية ولو باعتبار ما كان ( ولا يقل العبد : ربي ) أي : بالنداء أو الإخبار ؛ لأن الإنسان مربوب متعبد بإخلاص التوحيد ، فكره المضاهاة بالاسم لئلا يدخل في معنى الشرك إذ العبد والحر فيه بمنزلة واحدة . ( ولكن ليقل : سيدي ) ؛ لأن مرجع السيادة إلى معنى الرياسة وحسن التدبير في المعيشة ، ولذلك يسمى الزوج سيدا . ( وفي رواية : ليقل سيدي ) أي : تارة ( ومولاي ) أي : أخرى ، لكن بمعنى متصرف . ( وفي رواية : nindex.php?page=hadith&LINKID=10365166لا يقل العبد لسيده مولاي ) . أي : بمعنى الناصر والمعين ، فلا ينافي ما سبق ؛ ولذا يطلق المولى على المعتق والمعتق ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10361802مولى القوم من أنفسهم " . على ما رواه البخاري عن أنس ، " nindex.php?page=hadith&LINKID=10365167مولى الرجل أخوه وابن عمه " على ما رواه الطبراني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3753سهل بن حنيف ، والحاصل أن المولى له معان متعددة منها : ما يختص به سبحانه ، فلا يجوز استعماله في حق غيره تعالى ، وهو نعم المولى ؛ ولذا قال : ( فإن مولاكم الله ) أي : المختص بهذا المعنى الخاص ؛ ولذا قيل في كراهة هذه الأسماء هو أن يقول ذلك على طريق التطاول على الرقيق والتحقير لشأنه ، وإلا فقد جاء به القرآن . قال الله تعالى : والصالحين من عبادكم وإمائكم ، وقال : عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ، وقال : اذكرني عند ربك ، وقال : وألفيا سيدها لدى الباب ، ومعنى هذا راجع إلى البراءة من الكبر والتزام الذل والخضوع ، فلم يحسن لأحد أن يقول : فلان عبدي ، بل يقول : فتاي ، وإن كان قد ملك فتاه ابتلاء وامتحانا من الله بخلقه ، كما قال تعالى : وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ، على هذا امتحان الله تعالى لأنبيائه وأوليائه ابتلي يوسف عليه السلام بالرق ، كذا في شرح السنة ، وفي شرح مسلم للنووي قالوا : إنما يكره للمملوك أن يقول لمالكه : ربي ؛ لأن فيه إيهام المشاركة لله تعالى ، وأما حديث : حتى يلقاها ربها في الضالة فإنما استعمل ؛ لأنها غير مكلفة فهي كالدار والمال ، لا كراهة أن يقول رب المال والدار ، وأما قول يوسف عليه السلام : اذكرني عند ربك ، و إنه ربي أحسن مثواي ، ففيه جوابان أحدهما : أنه خاطبه بما يعرفه وجاز ذلك للضرورة ، وثانيهما : أن هذا منسوخ في شرعنا اهـ .
والأظهر في الجواب عن قوله : إنه ربي أحسن مثواي ، أن الضمير لله تعالى أي : إنه خالقي . أحسن منزلتي ومأواي بأن عطف علي القلوب فلا أعصيه ، وعن قوله : اذكرني عند ربك أي : اذكر حالتي عند الملك كي يخلصني فأنساه الشيطان ذكر ربه ، أي : أنسى يوسف ذكر الله حتى استعان بغيره ، ويؤيده قوله عليه السلام : " رحم الله أخي يوسف لو لم يقل اذكرني عند ربك لما لبث في السجن سبعا بعد الخمس " كذا في تفسير البيضاوي ، وقال أبو سعيد القرشي : لما قال لصاحب السجن : اذكرني عند ربك ، نزل جبريل عليه السلام فقال : الله يقرئك السلام ويقول : من حببك إلى أبيك من بين إخوتك ؟ ومن قيض لك السيارة لتخليصك ، ومن طرح في قلب من اشتراك من مودتك حتى قال : أكرمي مثواه ، ومن صرف عنك وبال المعصية ؟ قال : الله تعالى قال : فإنه يقول : أنا الذي حفظتك في هذه المواضع ، أخشيت أن أنساك في السجن حتى استعنت بغيري ؟ وقلت : اذكرني عند ربك ، أما كان ربك أقرب منك وأقدر على خلاصك من رب صاحب السجن ؟ لتلبثن فيه بضع سنين . قال يوسف : وربي عني براض ؟ قال : نعم . قال : لا أبالي ولو إلى الساعة ، كذا في حقائق السلمي . ( رواه مسلم ) .